السبت، أغسطس ٢٣، ٢٠٠٨

وقفه إحتجاجية للمعلمين بالفيوم




هذه صور للوقفه الإحتجاجية للمعلمين بالفيوم ضد إمتحانات الكادر التي ستبدأ غدا . 

الجمعة، أغسطس ١٥، ٢٠٠٨

في الجنة


" عاوز تقضي ليلة في الجنة ؟!" 

" هكذا تحدث صديق لى في ليله رأس السنة لعام 2007 عارضا على عرضا لم يكن لى أن أرفضه بأى حال من الأحوال ، فأن تقضى ليله رأس السنه في فندق سيتى ستارز " أفخم فندق في مصر " و أن تحضر الحفل الغنائى الذى يحيه :هيفاء وهبى و تامر حسنى و شيرين فهذا عرض غير قابل للرفض بأى حال من الأحوال ، إذا أضفنا إلى هذا أن هذه الليله سوف تكون مجانيه فإن رفض العرض يصبح من رابع المستحيلات ! " 

هكذا بدأ صديقى الحوار لنا جميعا 
و لأن البداية كانت مشوقه فإن الكل أنصت منتظر التفاصيل .

" لم يكن لى أن أقول لا ، و انا الذى لا أستطيع أن أقول لا لو جائنى جزء واحد فقط من هذا العرض في الظروف العادية ، لذلك فلم يكن لى إلا أن اوافق ! ، حجز غرفه مزدوجة في ليله رأس السنه لطبيب كبير من الصعيد ، و لأن الطبيب ينتظره مرضى يطلبون العلاح على يديه ، و لأنه رأى أن هذا وقت ضائع لا طائل من ورائه و سفر طويل من أجل لا شئ فإنه عرض على أنا أن أحضر مكانه و ان تكون التذكرتين ملك لى ! " 

ـ طول عمرك محظوط 
ـ يا بن ال......، طيب و العروض دى إشمعنى تاجى لك إنت بس ، الحاجات دى مش بتتعرض علينا ليه ؟ 
ـ تتعرض عليك إيه يا عم ، إنت أصلا مش عارف الأماكن دى فين و لاعمرك سمعت عنها ، تعرف فين فندق سيتى ستارز ده ؟ 
ـ يعنى إنت إللى تعرف ! ، مش عاوزك تعمل فيها داير ومقطع السمكة و ديلها . 
ـ يا جماعه إنتم كده طلعتنونا من القصه ، كمل يا عم .... كمل . 
ـ عجباك القصه أوى ، يعنى هيكون فيها أيه جديد ؟ 
ـ أدينا بنتسلى . 

" كانت هذه اول مرة أدخل فيها الفندق ، بالفعل حاجة تحفه ، انا دخلت قبل كده فنادق كتير بس ده حاجة مختلفه بالفعل "
 
ـ فنادق كتير أيه يا عم إنت هتصيع علينا. صعب اوى أنك تدخل أى فندق بالسهوله دى . 

" أنا دخلت فنادق من خلال أفراح إصحابي و قرايبى أو إنك تعمل نفسك تبع الفرح و بكده ممكن تدخل بسهوله أى فندق، بس هى محتاجه شويه جرئه " 
" الهول إللى جلسنا فيه حاجة فخمة جدا ، جدا .....حاجة روعه ، و كميه بشر كتييييير ، بس بشر نظيفه ،..... مش زى الأشكال إللى انا شايفها قدامى دلوقت .هههه " 

ـ مالها الأشكال دى ، مش تبص لنفسك الأول ؟ 
ـ انا مش عاوزك تصيع علينا ، وقبل ماتقول الأشكال دى بص لنفسك . 
ـ الأشكال دى قال ، إنت نسيت أصلك ولا إيه ، كل ده عشان ليله في سيتى ستارز جتلك هديه ، امال لو رايح بفلوسك هتعمل إيه ، هههه 
_ يا بنى دا إحنا أنضف أشكال إنت تعرفها .

" خلاص ، خلاص ...إنت هتزعلوا ولا إيه ، دا إنتم في الأول و الأخر أصحابي ، المهم بشر كتيييير قوى ،بس ليهم خاصيه مميزة ....و سكت قليلا
........................
كل واحد معاه واحده " 
ـ طبيعى طبعا ، إيه إللى هيخلى واحد يدفع دم قلبه في ليله زى دى إلا إذا كان معاه واحده !

" بس مش أى واحده ، بنات حاجى تااانى خالص ، نظافه و شياكة و رقه و هدوم على أخر موضه " 

ـ هدوم إيه ، هما كانوا لابسين ؟ 
" يعنى إللى لابس فيهم ههههههههه 
متفهمونيش غلط بس إللى لابس زيه زى إللى مش لابس ، كله في النهاية يؤدى إلى نفس النتيجة هههههه" 

و انتشر الضحك في المجموعه ، و بعض التعليقات التى تعرفونها بالتأكيد 
و كنت بدأت أقلق 
فالحوار يسير في منطقه حرجة 
ثم إن الوقت غير مناسب تماما 
فقد كان هذا بعد إنتهائنا من صلاه التراويح في رمضان وجلوسنا في حديقه المدينه الجامعية بالقاهرة للسمر قليلا قبل العوده إلى المذاكرة . حيث كنا على بعد شهر ونصف من إمتحانات البكالوريوس .
ومع هبوب نسمه الهواء التاليه كان الضحك قد قارب على نهايته 

" قبل منتصف الليل بدقائق تجمعت الناس كلها تحت في المول ، إللى بيجرى و إللى بيصرخ و إللى ماسك إيد حبيبته و بيقولها كلام ......و كل مالوقت يقرب من منتصف الليل كان عدد الناس بيزيد . وقبل دقيقه من الساعه 12 كانت الناس كتيييره قوى واقفه في أرضيه المول وفي كل دور ناس واقفه في نهايه الدور بحيث تكون شايفه الناس المتجمعين في وسط المول ، أنا رفعت عينى فوق لقيت أدوار كتيييير أوى و في كل دور ناس كتير اوى بتتفرج علينا من فوق و هى كمان بتصرخ 
9 8 7 6 وصوت الصراخ يزيد و يزيد 
و النور كله إطفئ في المول و لم يتبقى إلا صوت الساعه و هى تتحرك في كل ثانية و الناس تتابعها بالعد بصوت مرتفع 
5 4 3 2 1 هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ومع دقه الثانية عشر إنطلقت بالونات حمراء من كل دور بكميات كبير ، وبعد ثوانى تبدأ هذه البالونات بالإنفجار ليخرج منها قلوب حمراء عليها أسماء ، او يخرج منها زينه جميله الشكل ليصبح الفراغ الذى يمتد من ارضيه المول إلى أخر دور فيه عبارة عن بالونات أو قلوب او زينه كل هذا و النور مطفئ و موسيقى عاليه تملأ المكان و الليزر يزيد الموضوع بهرجة و جمالا " 

كانت الوجوه مندهشة من الحكى و من هذا العالم الجديد الذى يطرق مسامعهم ربما للمرة الأولى محاولين تصور هذا الكلام 

" و إنت وسط كل الناس دى لازم تعمل زيهم ،
طبعا فيه ناس خدت الgirl friend بتاعتهم بالحضن ، و فيه إللى باسوا بعض ، و فيه إللى كان بيطلع هديه لحبيبته ، كل واحد ودماغه " 

ــ و إنت عاملت إيه ؟ 
ـ هيكون عمل إيه يعنى ، خد صاحبه بالحضن ، ههههه
ـ و اما إنت مش معاك حد "طرى " تروح بيه مكان زى ده ، رحت ليه من الأول !؟
الحوار يذهب إلى مناطق مجهوله بالنسبه لى ، وزادت قناعتى بانى يجدب أن أتدخل في لحظة ما لأقول شئ ما . 
" أنا رحت أصلا و أنا في قمة التعب ، أنا لم استلم الحجز إلا في نفس اليوم بالنهار ، و كان عندى شوية مشاغل خلصتها ، و رحت المول بالليل ، مكنش فيه وقت إنى أظبط حد قبل ما أروح ههههههه ، وبعد كده انا معرفش حد مستواه يسمح له إنه يروح اماكن زى دى ، الأماكن دى مينفعش أى حد يروح معايا فيها عشان ميعملش ليا فضيحة "

ـ طيب متنسانيش السنه الجاية لما تاخد التذكرتين 

" بقولك ناس نظيفه ، إنت نظيف ؟؟" 

ـ يعنى إنت إللى نظيف ؟ ههههههههه
وانطلق فاصل أخر من الضحك 

" على العموم انا كنت تعبان جدا عشان كده لم أحضر الحفل خاصه و إن فيه تامر حسنى و أنتم عارفين إني مش بحب الشخص ده " 

ـ بس فيه شيرين ، و فيه هيفاء وهبى و دى شخصيات إنت أكيد بتحبها ؟ هههههه

" أنا كنت تعبان قوى قوى ، علاوة على أن المكان كان زحمه قوى فقررت إن أطلع غرفتى بالفندق " 

ـ يا فقرى ، حد يسيب حفله زى ده و لو هيموت حتى ، إنت تطول تحضر حفل لهيفاء وهبي ؟! يا فقرى 
ـ أنا مش قلتلكم أنه فقرى و ملوش في الحاجات دى 

"على العموم ، طلعت أنا وصاحبى إللى قالى "عاوز تقضى يوم في الجنه "الفندق ، غرفه لشخصين ،جميله جدا ، أنيقه جدا ، فيها تلفزيون فيه كل القنوات إللى انا أعرفها و إللى معرفهاش و خط تليفون دولى ، و ثلاجة فيها كل أنواع المشروبات و كل انواع الخمور بالطبع ، و منظر غايه في الجمال من نافذة الغرفه .........جو أسطورى " 

ـ يا محظوظ ! 
ـ الدكتور صاحبك ده أنا عاوز أتعرف عليه ، يمكن يعطينى بطاقتين لليلتين في أى فندق و خلاص . 
ـ هو فيه الكلام ده في مصر ؟ 
ـ فيه طبعا ، و أحسن من كده كمان 
ـ ده مش مكان واحد ، دا اكتر من مكان ، الناس إللى معاها فلوس في مصر كتير . ودى ناس عاوزه تتمتع و تعيش حياه حلوة من غير تعب 
ـ و من غير ما يختلطوا بالرعاع أمثالنا . 
ـ و كله بفلوسه . 
ـ دا إحنا كده مش عايشين بقى . 
ـ طبعا ! إنت فاكر العيشة إللى إحنا عيشينها دى عيشه ! إحنا مدفونيين بالحيا ! 
ـ الواحد إما يعيش بالطريقه دى يا اما ميعيش خالص. 

" أنت عارفين و ان جى انام على السرير حسيت كأنه حرير ، فقلت لصاحبى إللى معايا في الغرفة : المرتبة دى ناعمة أوى ، شكلها حرير ، الجرسون إللى كان واقف في الغرفه في هذا الوقت بالقدر يضع طعام العشاء قال لى : هى بالفعل من الحرير !" 

صمت تام 
و أكمل صاحبى للمرة الأخيرة 

" لما نمت على السرير و بدأت أسترجع الليله كلها من أولها : جه في دماغى فكرة غريبه أوى مش عارف إيه إللى جابها في دماغي في وقت زى ده " 

ـ إيه هى الفكرة دى ؟ 

" لما فندق سيتى ستارز جميل للدرحة دى ، امال الجنه هيكون شكلها إزاى ؟؟
يعنى لما يكون كل الحاجات الجميله _من وجهه نظرى _إللى أنا شفتها النهارده كانت من صنع بشر ، أمال لم تكون من صنع الرحمن نفسه هتكون عامله إيه ؟ 
كل الجمال ده في الدنيا ، طيب ......جمال الجنه هيكون شكله إزاى ؟ "

السكوت عمنا 
ونسمه هواء رمضانيه خفيفه مرت علينا جميعا لتنعش أرواحنا 

"وفجأه 
لقتنى بقوم من السرير أتوضى و أصلى ركعتين أطلب من ربنا فيهم إنى أعيش
في الجنه !"


الجمعة، أغسطس ٠٨، ٢٠٠٨

صفين النخل







"
أنا عاوزه أنزل عند صفين النخل !" 

كان يوما شاقا مررت فيه بالكثير من التعب ، أحد أيام الصيف التى أصبحت عادية من كثره تكرارها ، عندما يصبح العرق السائل على جسدك و كأنه حمام متصل لا ينقطع طوال اليوم و لا تفلح اى محاوله لوقف هذا الشلال الهادر من العرق في ظل هذه الأجواء الحارة ، و تظل طوال الوقت تترحم على أيام الشتاء الجميله التى لا يمكن تعويضها . أو تحلم بسيارة اهم ميزه بها ان فيها تكييف !!


يوم حار متعب أخر مثله مثل أى يوم

ركبت فيه مواصلات لدرجة أننى لا أستطيع تذكر عدد العربات التى ركبتها هذا اليوم ، مجموعه من المصالح الحكومية الممله التى تذهب إليها لكى تقضى حاجتك منها و لكى تتعلم فنون الصبر و تعلم إلى أى مدى و صلت البيروقراطية المصرية في التأخر ،و مصالح حياتية خاصه بالعمل ، و مواعيد مع بعض الشخصيات الهامة التى لم تقابلها منذ فترة و تريد أن تبقى علاقتك قويه بها ، بالإضافه إلى بعض المشاوير الصغيره الى لا تتم إلا في مدينة الفيوم العاصمة نفسها قبل إنتقالى إلى سكنى الكائن في أحد مراكز الفيوم ( سنورس) . 

يوم حار متعب أخر مثله مثل أي يوم 

لكن الجميل فيه هو أنك استطعت أن تنجز كل هذا قبل الثالثه ظهرا ، لا تعلم كيف و لا بأى طريقه لكنك لم تحاول أن تسئل نفسك هذه الأسئله لأن الأهم هو أن ما خرجت لأجله قد إنتهى على خير و بقدرات جبارة لم تكن تعلم أنها مدفونه بك ، فانت لم تكن تعلم أنك يمكنك أن تتحمل كل هذا التعب داخل وسائل المواصلات و لا أن تنجز كل هذه المهام في هذا الوقت البسيط .


يوم حار متعب أخر مثله مثل أي يوم 

لكن الأجمل هو أنى الآن أجلس في سيارة الأجرة الأخيرة التى سوف أستقلها هذا اليوم التى سوف تنقلنى إلى المنزل أخيرا بعد كل هذا العناء ، و أراها –أقصد السيارة طبعا _ كمركب سوف يقلنى إلى أهلى مرة أخرى بعد رحله سفر طويله .

" أنا عاوزه أنزل عند صفين النخل !"
للمرة الثانية أسمع هذه الجمله من السيدة المسنه التى تجلس بجوارى و يفصل بينى و بينها حفيدها الصغير ذو الأعوام الخمسه ، هى تطلب من الجالسين أن يرشدوها إلى الطريق و ان ينزلوها عند "صفين النخل " ......أى صفين النخل ؟ 
ـ فين صفين النخل دى يا أمى ؟ 
ـ في العزبة إللى متجوزه فيها بنتى 
ـ و العزبة دى اسمها إيه . 
ـ مش عارفه ! بس هى عند الطريق إللى فيه صفين النخل 
و بدأت حلقه من التعليقات بين ركاب العربة كنت انا أخر من يمكن ان يشارك بها ، فانا مرهق جسديا و ذهنيا بإلاضافه إلى الحر الشديد و إذا أضفنا إلى هذا ان السيده تبدو في غاية السذاجة _ وهذا بالطبع يزيد الموضوع صعوبة – فإن القرار السليم في مثل هذه المواقف أن تتخلى عن الفضول الذى بداخلك و أن تسند رأسك إلى النافذة التى بجوارك لتنظر إلى الطريق و تحاول تجاهل الحوار الطويل الذى يدور بجوارك . 
ـ إنت منين يا أمى ؟ 
ـ أنا من ( .......) " قرية ليس لها علاقه بمدينة الفيوم و لا بالمركز الذى نحن في الطريق إليه " 
ـ !!!!
ـ و إيه إللى ركبك هنا ، دا إحنا رايحين سنورس ( حيث أسكن ) 
ـ سنورس ! أنا عمرى ما رحت سنورس ! أنا عاوزه أروح عندى بنتى ! 
ـ ما احنا مش عارفين بنتك دى فين  
ـ عند صفين النخل 
ـ ايوة ، يعنى صفين النخل دول فين 
ـ أنا إللى أعرفه إنى من البلد إللى انا ساكنه فيها بركب عربية بقول له نزلنى عند صفين النخل بينزلنى هناك ، لكن النهارده ركبنا في عربية غلط فجت بينا على الفيوم و الناس هناك قالوا لى في الموقف اركبى لسنورس و اسئلى عن صفين النخل في الطريق . 
ـ لكن يا أمى الطريق ده إحنا بنركب عليه كل يوم و محدش سمع عن مكان فيه اسمه صفين النخل . حد سمع عن حته إسمها صفين النخل يا جماعه ؟ 
ـ أبدا 
ـ صفين النخل ! أكيد إنت غلطانه مش معقول يكون ده إسم مكان 
ـ يا أمى حاولى تفتكرى إسم العزية إللى ساكنه فيها بنتك ، أو الطريق إللى عليه العزبة يوصل بين اى مدينيتن .....أى حاجى تساعدنا إننا نساعدك . 
ـ بنتى ساكنه عند صفين النخل !
أمرأه كبيرة السن ، قليله العلم ، قليله المال (غالبا) تاهت في زحمة الحياه في طريقها إلى بيت أبنتها .....هذا ما كان ينقصنى بعد هذا اليوم الطويل . أى محاوله لمساعده هذه المرأة سوف تبوأ بالفشل بالتأكيد ، فلا توجد أي معلومات يمكن أن تساعدنا بها وهى في الأصل غير قادرة على مساعده نفسها . 
لتنزل الرحمه الإلهية على هذه المرأه العجوزة أو لتتحمل ما سوف تقدمه هذه الرحله لها من متاعب ! 

" هو السواق غير الطريق ليه ؟ " 
تسائل أحد الركاب إلى صبى العربية الذى كان منشغلا في عد المال الذى أخده منا ، و كانت فرصه لتغيير دفة الحديث من المرأه العجوز إلى شئ أخر . 
ـ أصل فيه كمين على الطريق و الظابط واقف و إحنا هناخد الطريق القديم . 
كان هذا البيان يعنى أن مسافة الرحله سوف تزيد لمده عشر دقائق بسب إستخدامنا للطريق القديم . 
"مش مهم 10 دقايق تأخير بس المهم أننا نصل في النهاية " 
هكذا حدثت نفسي 
في أول توقف للعربة أخرجت المرأه رأسها من العربة و سألت أحد المارين : 
"متعرفش الطريق إللى فيه صفين النخل فين ؟"
ـ صفين النخل ..........مم ، غالبا أخر الطريق ده 
أستبشر الجالسون خيرا ، فمعنى هذا ان المرأه سوف تجد طريقها ، لكنى تأكدت من أن هذا الرجل لا يعلم شيئا و هو " من أولاد الحلال إللى لم تسألهم على مكان يدلوك على أى مكان تانى هما عارفينه ، بس أهم حاجه إنهم هيدلوك و خلاص " 
و لسابق خبرة في مثل هذه المواقف 
و لشعور شخصى عميق تجاه شكل الرجل تأكدت أنه لا يعلم المكان ، لكنه بيحاول يساعد بطريقته ، فنحن سوف نسير إلى نهاية الطريق كما قال فلو وجدنا المكان الذى سألنا عنه فيكون بذلك قد قدم لنا خدمة ، و إن لم نجد فإننا لن نخسر شيئا فهذا هو مسارنا الجديد الذى سوف نسير عليه سواء كنا نبحث عن صفين النخل أو لا !!
ـ طيب يا أمى إنتى عارفه شكل الطريق كويس ؟ 
ـ ايوه ، عارفه كويس ، دا انا كل شهر بروح أزور بنتى و لو شفته هعرفه على طول . 
ـ طيب حاولى تركزى في الطريق يمكن تعرفيه ! 

" هو السواق غير الطريق تانى ليه ؟ " 
كان السؤال هذه المرة بحده أكثر و بصوت مرتفع و من أكثر من شخص من الركاب بعد أن غير السائق طريقه للمرة الثالثه ليأخذ أحد الطرق القديمة التى لم تعد مستعمله و التى تزيد زمن الطرق لعشر دقائق أخر ، كل هذا جعل الغضب المتصاعد من الركاب يزيد في محاوله لمعرفه سبب هذا التغيير ، و كنت قد بدأت بالحديث مبديا غضبى من تأخرنا في الطريق لمده 20 دقيقه بدون معنى سوف ان السائق يخاف أن يكون هناك كمين في الطريق ! 
لكن كل هذا الغضب المتصاعد من الركاب كان مصيره إلى لا شئ لأن السائق لن يغيير رأيه ولى مش عاجبه ينزل ، و بالطبع من سينزل فى هذا الطريق لن يجد أى سياره تقله إلى حيث يريد الذهاب . 
الغضب إنتهى إلى الهواء 
و السائق إنتصر في النهاية مستخدما الطريقه الإسرائيلية فى فرض سياسه " الأمر الواقع " . 

المرأه العجوز مازالت تنظر في النافذة بحثا عن صفين النخل . 
و تليفونات المحمول بدأت بالعمل معلنه إعتذار صاحبها عن التاخر عن ميعاده لمدة 20 دقيقة بسبب زحمه المرور . 
و كنت مازلت مسندا رأسى على النافذة ناظرا إلى الخارج الذى أصبح أكثر خضره بسبب كثرة الأراضى المزروعه في هذا الطريق القديم ، اعصابي أصبحت أكثر هدوءا و تركت لنفسى العنان في التأمل في مشاهد الريف الجميل . 
ما أجملها من حياه !
حيث الدنيا في منتهى البساطة و راحة البال بعيدا عن ضوضاء المدينه و مشاغلها و عرباتها و محلاتها و شوارعها ومولاتها و مشاجراتها .......إلخ 
الهواء هنا ليس مختلطا بعوادم السيارات و لا بدخان المصانع . 
و السماء هنا يمكنك رؤيتها دون الحاجة إلى أن تصعد فوق منزلك .
الناس هنا في منتهى الطيبة و لم يفقدوا بعد الكثير من براءتهم . 
هنا الحياه تسير على الفطرة 
تماما مثل هذه المرأه العجوز 
"
ايوة ......أيوة .....هو ده صفين النخل ، نزلنى هنا ....نزلنى هنا ....هما دول صفين النخل ....نزلنى هنا " 
كانت المراة مازالت تنظر من النافذة بحثا عن الطريق المؤدى إلى بيت ابنتها ، و كان كل من في السيارة قد نسيها بعد ان اعلنوا لها أن أفضل حل أن تظل معنا إلى نهايه الخط ثم تركب إلى منزلها و من هناك تركب من جديد لبيت أبنتها اليوم او فى اى يوم أخر . 
"
نزلنى يا بنى هنا .....نزلنى ربنا يرضى عنك
ونزلت المرأه أمام طريق عليه صف طويل من النخل على جانبيه تماما مثلما وصفت المرأة العجوز . 
نزلت وسط علامات التعجب والدهشة على وجوه الجالسين . 
السائق غير مساره مرتين ليسلك طريق لا نسلكه عاده من اجل ان تصل هذه المرأه لصفين النخل 
سبحان الله !!



حاشية الحياة

حاشية الحياة 
( الحاشية ) من كل شئ : طرفه و جنبه 
و ( الحاشية ) : الأهل و الخاصه 
و ( الحاشية ) : ما علق على الكتاب من زيادات و إيضاحات 
""""""""""""""""""""""""""
و حاشية الحياه  
سلسلة تدوينية تتناول أحاداث تحصل على جانب الحياه ( حاشية الحياه ) لكنها من صميم الحياه، كما انها تمثل زياده و توضيح لمعانى رئيسية في الحياه لن تعرف حقيقتها تماما إلا في وجود هذه (الحاشية ). 
حاشية الحياه 
لا تقدم تفسيرا و لا تعطى تبريرا ....لكنها تنقل لك الحاشية وتترك لك فرصه ان تتفاعل معها كما تريد . 
وهي ليست ( سياسية ) إذا كنت تفهم السياسه بإنها شد وجذب و تبادل لوجهات نظر متعارضه . 
وليست (إيمانية ) إذا كنت تفهم المقالات الإيمانيه بانها مقالات تتحدث عن وعظ مباشر تتخللها أيات قرآنية . 
هى في النهاية 
( حاشية ) 
تساعدك على فهم النص كاملا إذا كنت تملك الكتاب بالفعل 
مممممممممم
يبدو أنى قد اطلت في التمهيد 
و البعض لم يفهم ما أريد 
أذا 
لنبدأ السلسه و لنرى كيف تسير الأمور