الجمعة، سبتمبر ٢٥، ٢٠٠٩

عندما تمرض الآلهه




هكذا كان عنوان مقال ابراهيم عيسى الذى قدم بسببه إلى المحاكمة اثناء أزمة مرض الرئيس . وكان قرار المحكمة وقتها : السجن !

لكن مصر بلد الألهه !

منذ عهد فرعون الأول وحتى الآن

فالألهه تبدأ بالرئيس ولا تنتهى عنده.

فكل صاحب سلطان ومنصب وجاه في مصر يتم التعامل معه على أنه إلهه .

لكن هذه لألهه تمرض

لأنها في حقيقة الأمر ليست ألهه ، بل بشر عاديين تماما ، أرادوا أن يعيشوا في هيئة الألهه . لكن الله موجود " و الله غالب على أمره "، وفي أثناء المرض تظهر النفوس على طبيعتها الأولى بدون تجمل و لا تكبر ،تظهر على طبيعتها بدون مساحيق التجميل و بدون حراس السلطان وكلابه . وقتها تظهر الحقيقة الواضحة التى يتداولها المأثور الشعبى _الذى هو خلاصه حكمة الشعوب _ على ألسنه العوام بلهجة بسيطة لكنها توصل المعنى :

لا واحد إلا الواحد ،و لا دايم إلا الله !

وقتها فقط نعلم أن الله موجود .

وهذه التدوينه لسيت شماته في أحد ( حيث أنه لا شماته في المرض ولا في الموت ) ، لكنها نقل لواقع أعيشه يوميا قد يغيب عن الكثيرين ، وتأكيد لمعانى يجب أن تكون لدينا لكنها غابت وسط الزحام .

المشهد الأول :

" كسر في الفقرات العنقية ، و أى حركة الآن قد تؤدى إلى الشلل "

دخلت مكتب رئيس القسم ثالث أيام يوم العيد ، لأجد عدد كبير من ضباط الشرطة بالزى الرسمى ، كل واحد منهم قد استحوذ على كرسي من كراسي المكتب الكبير ، الذى يسع في المتوسط من 10 إلى 12 فرد ، و أضيفت له كراسي من الخارج فأصبح العدد كبيرا على المكتب ، الرتب تبدأ من نجمتين و سيف لكنها لا تقل كثيرا عنها . وكل الموجودين في المكتب يتم منادتهم ب ( باشا ) ، عدد القائمين على خدمتهم خارج المكتب لا يمكن معرفته من الزحام ، والقسم أمتلئ عن أخره بهم ، فلا مكان فيه لقدم .

ولم أكن لحسن الحظ مناوبا في هذا اليوم ، لكنى مررت لإلقاء السلام على زملائي ، وتهنئتهم بالعيد . لكن القدر أراد لى أن أكون شاهدا على مرض أحد الألهه .

مساعد وزير الداخليه لشؤن ( ........) أصيب في حادث ونقل على أثره لدينا إلى المستشفى . لكن اصابته كانت خطيره .

الأشعه العادية أظهرت كسر في الفقرات الظهرية ، و أراد أطباء العظام التأكد باشعه مقطعية على هذه الفقرات ، لكن سياسة القسم لا تسمح بعمل هذه الأشعه في أثناء فترة النبطشية ، لكن هذا يحدث مع البشر العاديين ، أما مع الألهه فالوضع مختلف !!

التليفونات ظهرت ، و أجريت الإتصالات بنائب مدير المستشفى ، الذى أمر الفنى و الطبيب بعمل الأشعه على الفور دون الإنتظار إلى الغد كما يحدث في الحالات الأخرى ! ( كان هذا هو الإتصال الأول )

ظهر التليفون مرة أخرى ، وطلب نائب مدير المستشفى من الطبيب أن يأمر الموظف بعدم أخد رسوم مقابل إجراء هذه الأشعه ( وهو إجراء يحدث مع كل المترددين على المستشفى ) ، لأن الضباط رفضوا دفع أى مقابل مادى مقابل هذه الأشعه ، وعندما أصر الموظف على ان يتم دفع مقابل مادى ( محاولا أن يظل محافظا على التعليمات التى قيلت له بأخد مقابل مادى من كل من يقوم بعمل هذا النوع من الأشعه ) ، ظهرت التليفونات للمرة الثانية ، وكان قرار نائب مدير المستشفى بعمل الأشعه مجانا ! ( كان هذا هو الإتصال الثانى )

أكدت الأشعه إصابة الضابط بالفعل ، لكن الضباط رفضوا نقله من على جهاز الأشعه المقطعية إلا بعد إحضار بعض الأدوات الطبية من مدينة أخرى تبعد مسافة 30 كيلو من المستشفى ، ثم يقوم أطباء العظام بتثبيت مكان الكسر ، ليتم بعد ذلك نقل الضابط إلى مستشفى أخر كبير ، هنا .....حاول طبيب الأشعه أن يظهر بعض الحسم ، فرفض مثل هذا الرأى الذى سيستغرق وقتا طويلا متعلا بان هناك ثلاث حالات حرجة في الإنتظار أمام القسم يجب إجراء الأشعه المقطعية لهم على الدماغ لمعرفه إن كان لديهم جلطة أم نزيف بالمخ ،و هنا_أيضا _ ظهرت التليفونات للمرة الثالثه ، مشتكية إلى نائب مدير المستشفى سوء معاملة طبيب الأشعه لهم ( وبالمناسبه : لم أكن أنا هذا الطبيب ، فأنا لم أكن مناوبا هذا اليوم لكنى كنت شاهدا على ما يحدث )، وسوء معاملة الفنى ( الذى ناله شئ من الزعيق و الصوت العالى بسبب ما أعتبره الضباط : سوء أدب لديه ، لأنه طالبهم بدفع رسوم مقابل إجراء الأشعه ، و لأنه طالبهم بإنزال الضابط من على جهاز الأشعه المقطعية لعمل الأشعه للمرضى المنتظرين بالخارج ) ، فكان قرار نائب مدير المستشفى : إبقاء الضابط على الجهاز إلى حين إحضار الأدوات المطلوبه ، ولينتظر المرضى أمام القسم إلى أن يرحل الضابط !) ....( وكان هذا هو الإتصال الثالث: و الأخير ) .

وخلال 3 ساعات كامله كان القسم الممتلئ عن أخره بضباط الشرطة أصحاب الرداء الأبيض ، وضباط الشرطة أصحاب الرداء الأسود ، و ضباط الشرطة أصحاب الزى الملكى ، والمخبرين و الجنود و العساكر ........،،كل هذا مصاحبا بأكواب من الشاي الساخن و المياع الغازية و الأحاديت الممتعه إلى حين أن يتم نقل الضابط .

وليذهب المرضى المنتظرين على باب القسم إلى الجحيم .

المشهد الثانى :

منتصف ليل الخميس

الهدوء يعم المستشفى تماما .

خاصه ونحن في منتصف الشتاء ، حيث البرد قارس بالخارج . و الكل في منزله .

ليدخل علينا مصاب محاط بعدد كبير من أصحاب البدل السوداء MEN IN BLACK ، المصاب كان شابا صغير السن ، وكل المحيطين به كذلك ، لكن على وجوههم كانت تبدو سمات الجدية و الحزم .

وبدأت الصورة تتضح ...

وكيل نيابة من عائله كبيرة ، أغلبها: وكلاء نيابة و مستشاريين ،أصيب في حادث سيارة مع زملائه وكلاء النيابة ، لكنه الوحيد فيهم التى كانت إصابته خطيرة ( سبحان الله )،الباقين كانت إصابتهم سطحية أما هو فإن الإصابه كانت خطيرة ( نزيف داخل البطن في بدايته ، لكنه بعد قليل سوف يزداد بالتأكيد ، و ما يجعلنا متأكدين من زيادته هو وجود إصابه مباشرة في الكبد سوف تؤدى بعد قليل إلى زياده النزيف ، وبعد ساعات قليله إلى موت المرض إذا لم يدخل فورا إلى غرفه العمليات لإصلاح هذه الإصابة )، هذه الأخبار السيئة لم تعجب المحيطين به ،

هم غير واثقيين من التشخيص

وغير راغبيين في إجراء أى عمليات ، ( المستشفى في حقيقة الأمر لا تروق لهم )

وراغبيين في نقله إلى مستشفى أخر كبير .

لكن الحديث كان واضحا من قبلنا :

لو تم نقله الآن فسوف يكون ذلك على مسؤليتكم الشخصية ، النزيف يزداد ، وهو في حاجة إلى جراحة عاجله ، وقد لا ينتظر إلى أن يتم نقله إلى مستشفى كبير .

وبدأت الإتصالات التليفونية ....

بعد ساعه ....

كان رئيس قسم الجراحة

ورئيس قسم التخدير

ورئيس قسم جراحات الأوعية الدموية

ومدرس مساعد الأشعه

وثلاث نواب أشعه

وثلاث نواب جراحة

ونائبى تخدير

ونائب جراحة أوعية دموية

ونائب مدير المستشفى ،

كلهم أمام المريض لفحصه مرة أخرى ومحاوله أيجاد أى وسيله إلى حين نقله إلى مستشفى كبير .

لكنه بعد ساعه كانت الأمور اسوأ مما ظنوا

كان حجم النزيف ينذر بكارثه

وخلال دقائق إذا لم يدخل المريض إلى غرفه العمليات فإن حياته بالتأكيد على المحك .

ولم يكن أمامهم خيار .

" إنها حقا إراده الله "

المشهد الثالث

والد استاذ أشعه كبير ، خر مغشيا عليه وسط منزله .

فحمل سريعا إلى المستشفى ، وحضر ابنه ( استاذ الأشعه الكبير المشهور و المعروف ) على عجل لإجراء الأشعه . الأشعه أظهرت نزيف بالمخ .

لكن تصرف أستاذ الأشعه بدت و كانه غير مصدق ، أراد أن يعيد الأشعه مرة أخرى للتأكيد ، لكنه شعر أنها فكرة حمقاء ، الصورة واضحة و لا تقبل التأويل . وكل المحيطين به مجمعون على نفس التشخيص .

لا مفر

هى : نزيف بالمخ .

سكت قليلا ...

وسكت كل المحيطين به احتراما له ،

طال الصمت قليلا

لأن الدموع التى كانت تسيل على الخد كانت تتكلم .

الخميس، يوليو ٣٠، ٢٠٠٩

كان نهرًا كالنيل كيف مات؟

ويستطيع الأدب أن يلخص المشكلة بأكملها ...
محمد المخزنجي يعيد إدهاشي من جديد بهذه القصة القصيرة التي تستطيع ببساطه أن تصف حال مصر الآن 
وحالها عما قريب ....
في غاية الجمال 
وفي غاية الروعه 
عندما تحزنني السياسة أذهب إلى الأدب فأجد الخلاص 
أترككم مع القصه 
و أرجو من قرائى أن يعذرونى أن كانت القصه رمزيه 
وفي حاجه إلى فك لرموزها 
.............
                                            كان نهرًا كالنيل كيف مات؟ 

 الأسطورة ليبية، نقلها الفرنسى برنار كلافيل الحائز على جائزة جونكور، وترجمها خليل كلفت فى مجموعة «أساطير البحيرات والأنهار» التى نشرها المركز القومى للترجمة، ولن أغير فيها إلا ما تحتمه هذه المساحة من تكثيف واختزال، وربما بضع كلمات تناسب رهافة ودقة النهاية. تقول الحكاية:
كان ياما كان. كان فى ليبيا نهر كبير مثل نهر النيل. 

وكان يهبط من أعالى الجبال فى أفريقيا الوسطى، ويجرى فى قلب الوادى الليبى، يخصب الأراضى وينشر الغابات، ويجعل البلاد مأهولة بالفلاحين والمراكبية وصيادى الأسماك.

كان نهرا عميقا إلى درجة أن البواخر كانت تأتى من البحر، وتسير فى مجراه بسهولة فى اتجاه منابعه، 
وحتى واحات الكُفرة. وكان الفلاحون ونوتية النهر ينظرون إلى هذه البواخر أثناء مرورها بحسد، ويحلمون برحلات جميلة بعيدة على متنها. 

لكن ما رأوه يتهادى فى مجرى النهر ذات يوم فى اتجاه المنبع، لم يكن باخرة، بل سمكة سوداء عملاقة أكثر ارتفاعا من أى منزل. وفى البداية ظنوا ما شاهدوه سرابا، لكن مع مزيد من اقتراب السمكة، كانت تزداد شبها بسمكة. وخافوا أن تكون وحشا بحريا دفعه الجوع إلى النهر ليلتهم أى شىء فى طريقه، غير أنهم تبينوا للسمكة فما لطيفا صغيرا جدا، وعينين خضراوين واسعتين، وكانت تنساب على الماء بتمهل، حتى لا تثير الأمواج وتزعج سكان ضفتى النهر.

وعندما اقتربت السمكة العملاقة الوديعة أكثر، اكتشف الفلاحون أن فى ظل زعنفتها الظهرية رُكِّبت أرجوحة نوم، وفى الأرجوحة استرخت شابة سمراء شديدة الحسن ذات شعر طويل جميل أسود، وكانت المجوهرات التى تلبسها تتلألأ فتشع بريقا أنساهم، تقريبا، السمكة.

انتقلت القصة من الشاطئ وصعدت حتى بلغت أسماع السلطان الذى كان يعيش فى قصر على قمة جبل عال، واتسعت عيناه ولمع فيهما البرق لما يسمع، ومن فوره أحضر ابنه وقال له: «إذا كانت هذه الفتاة جميلة إلى هذا الحد، وتلبس الكثير من المجوهرات المتلألئة، فإنها بالتأكيد ابنة ملك. فاذهب إليها إذن لترى ما إذا كانت تصلح زوجة مناسبة لك».

أمر ابن السلطان بتسريج أجمل وأسرع حصان له، وعندما وصل إلى الشاطئ أدرك أنه لن يلتقى بمخلوقة بمثل تلك الروعة، فنهض واقفا على الركاب الذهبى لسرج حصانه، وحيا بسيفه صائحا: «أيتها الأميرة الجميلة، أنا ابن السلطان، وقد جئت إليك لأتزوجك».

«شكرا للطفك أيها الأمير، لكننى بالفعل مخطوبة. وقد أتيت هنا للقيام بنزهة صغيرة. وداعا أيها الأمير، وقل لأبيك إن بلاده من أزهى البلاد التى زرتها»، قالت الأميرة، فغضب الأمير لكونه مرفوضا، وذهب ليروى لأبيه السلطان نبأ مغامرته الفاشلة.

«كيف؟.. كيف؟» صرخ السلطان، «كيف تجرؤ هذه المخلوقة على التنزه فى بلادى وترفض الزواج من ابنى الذى سيصبح سلطانا ذات يوم، هذه جريمة عيب فى الذات السلطانية. أريد أن أنصب لها مصيدة بنفسى، وأشهد القبض عليها، هى وهذه السمكة العجيبة التى، التى سنأكلها».

عندما اقترب السلطان من النهر، أدرك أنه من المستحيل القبض على سمكة بهذا الحجم فى عرض النهر، وكان هناك رافد صغير، أشار إليه السلطان وهو يحادث الجميلة: «أيتها الأميرة، أنا السلطان جئت أشكرك بنفسى على زيارتك لبلادى، واسمحى لى أن أقوم بواجب الضيافة، فادخلى بسمكتك إلى هذا الرافد لتستقر وتنزلى عنها، فأنا أريد أن أقدم لك هدية من الأحجار الكريمة التى تزخر بها هذه البلاد التى راقت لك».

وبلا ارتياب، أمرت الشابة سمكتها السوداء بدخول هذا الرافد وكان ضيقا للغاية حتى أن جوانب السمكة انحشرت بين ضفتيه.. عندئذ هجم مئات من حرس السلطان وبمساعدة الصيادين ألقوا على السمكة شباكا عملاقة ليقطعوا عليها طريق العودة، لكن هيهات، فالشابة تشبثت بزعنفة السمكة وأطلقت صرخة، وكان ما حدث بمثابة زلزال.

طوحت السمكة العملاقة بذيلها الضخم فطيرت الحرس والصيادين فى الهواء حتى أن بعضهم سقط على الشاطئ الآخر. أما الشباك العملاقة، فتمزقت وتلاشت كعش عنكبوت. وفى لمح البصر عادت السمكة السوداء تشق مجرى النهر الكبير باتجاه المنبع، بينما كانت الأميرة التى استقرت على ركوبتها تنظر بغضب إلى السلطان الذى كان مبتلا تماما، وتتوعده: «أيها السلطان، لقد انتهت الجنة التى تعيش فيها أنت وشعبك. أنت أردت حرمانى من حريتى، وسيكون انتقامى رهيبا».

مذعورا من حديث الأميرة فكر السلطان أنها ستثير النهر ليحدث فيضانا مدمرا، ففر مبتعدا عن الشاطئ، وفر الحرس والناس فى هجرة جماعية كبرى، غير أن انتقام الأميرة كان أشد هولا مما تصور السلطان، وصوره لحرسه وشعب بلاده...

ظلت الأميرة الجميلة تبحر فى النهر حتى وصلت إلى منابعه، وهناك فتحت بطريقة غامضة شقا مهولا فى سفح أكبر الجبال. واندفع الماء إلى هذا الشق فغير النهر اتجاهه حتى بدا وكأنه آت من البحر، ويقال إنه ظل يجرى فى هذا الاتجاه سبعة أيام وسبع ليال حتى تحول إلى مجرد برك ضحلة فى قاع المجرى، وأكملت الشمس شرب هذه البرك حتى جفت تماما. ثم تولت رياح القرون ورمال الصحراء ردم النهر الذى كان كبيرا، كنهر النيل.

الجمعة، يوليو ١٠، ٢٠٠٩

عدنا ........كلاكيت تانى مرة

عدنا
للمرة الثانية خلال أقل من عام ونصف
عدنا
كلاكيت تاني مرة
بعد فترة إعتقال سياسي دامت ما يقرب من ثلاث شهور
شهدت الكثير من المواقف المؤثرة و الإنسانية
تجربة جديده أمر بها في حياتي لكي اتعلم منها واستفيد
ولكي اعيد حساباتي فيما مضى
و ان أدرس ما انا فيه
و ان اخطط لما قادم
وإذا كان الإعتقال الأول قد خرجت منه بكراسه صغيره فيها تخطيط شخصي لحياتي
وتصور عام لها
و اهداف عامه اسعى لتحقيقها
و كانت هذه الكراسة الصغيرة في الحجم هي المرجعية الأولى لي عندما اخطط على المستوى الشخصي
وظلت لفترة طويله لا تتعرض إلى تغيير إلى ان اضطرتني المتغيرات المحيطة ان اعيد صياغه بعض
الأهداف و الوسائل
فإني في هذا الإعتقال لم اخرج باوراق او كلام
لم اخرج بكشكول و لا بكراسه
إنما خرجت بتجارب و أفكار اعادت صياغه شخصيتي
خرجت بمواقف عمليه قويه
و مواقف إنسانية مؤثرة
خرجت بأشخاص علموني الكثير و الكثير
بالعمل قبل الكلام
...........
دائما كنت أقول لمن حولي : اننا يجب ان نكون أقوى من الظروف
و أقوى من التحديات
و أننا إذا استعنا بالله فإننا نستطيع ان نحول هذه التهديدات إلى فرص
لكنى اكتشفت كم كان هذا الكلام صعب التحقيق
فليس سهلا ان يتحول هذا الكلام إلى واقع ملموس
لكنه إن حدث
فإن كمية الاستفادة لا توصف
.........................

الشكر و التقدير موصول لكل من وقف معى او ساندني سواء بالقول او بالفعل
و أنا حقيقه كنت اشعر بالخجل من كم هذه المساندة التي جائتنى من من حولي
ومن اناس اعرفهم من اناس لم اعرفهم و لم التقى بهم قط
لقد كان الخجل يتملكني و أنا أرى كل هؤلاء المتعاطفين معى و المساندين لي
الخجل كان يتملكني و انا أقرأ بيان رابطة مدونى الفيوم ...حيث بيتى و أحبتي
و الذى جاء رائعا و على مستوى الحدث و مصرا على بعث الأمل و الإستمرار في العمل .
و كنت سعيدا و انا أقرأ بيان
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الذى كان قويا و جريئا ......هذه القوة و الجرئه دفعتني لأن أدخل به لوكيل النيابة لأدعوه لقرأته و أتحمل في سبيل ذلك عدد من المشاكل القانونية.الشكر لأستاذ جمال عيد الذى جعل الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان مكان لمسانده من انتهكت حرياتهم بصفه عامة وبيت للمدونين المطاردين و المضطهدين بصفه خاصه ، فما أظن أن هناك مدون في مصري _مهما كان إنتمائه او إيديلوجيته _ إلا و كانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بجانبه و تسانده .

على و رضوى عضوا الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان كان معي دائما في كل عروض النيابة ، يقفان بجانبي لتشجعي و بتقديم الدعم القانوني .....وهو موقف أجدنى عاجز عن شكره و أتذكر الآن على و هو يتصل على ليطلب منى عدم الدخول على وكيل النيابة إلا بعد وصوله لأنه عالق في المواصلات منذ ساعتين و هو يحاول جاهدا اللحاق بي في النيابة ليكون ضمن الحاضرين معى امام النيابة.
تدوينه د/ مصطفى النجار كانت في غاية الرقه و الجمال ، و انا الآن أوافق على من قال لى ان د/ مصطفى تحدث عنك أفضل مما لو كنت قد تحدثت عن نفسك .
محمد خيرى و عبدالتواب و أبو الغيط ...........وغيرهم كثير وقوفوا بجانبي و ساندونى
لكن كلمات صديقي اليمنى على مدونته كانت لها وقع خاص على ولا أظنى أحمل 10% من هذا الكلام الجميل الذى قاله عنى .
أننى عاجز عن شكر كل من ترك بيته عمله ليشارك في الوقفه الإحتجاجية امام مكتب النائب العام للمطالبة بالإفراج عن المدونيين القابعين خلف الأسوار و كنت انا من ضمنهم .
.....................
إنني كل يوم عند استيقاظى في سجنى كنت انظر إلى ورقه كرتون صغيرة علقتها على الحائط امامي مباشرا لتكون اول ما تقع عليه عيناي عند استيقاظي مكتوبا عليها بخطى الذى حاولت أن يكون جميلا :
تشاؤم العقل ..........لا ينتصر عليه إلا تفاؤل الإرادة
و أظن ان الإرادة قد انتصرت
و اظننى الآن استرجع المقولة التي طالما رددتها و انا داخل زنزانتي
" هان سهر الحراس لما علموا ان صوتهم بسمع الملك !" .
.
........................

الجمعة، مايو ١٥، ٢٠٠٩

جرائم كوميدية جديدة من تأليف أمن الدولة :مدون في السجن ، بتهمة استغلال المناخ الديمقراطي


القاهرة في 14 مايو 2009.

أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن استنكارها الشديد لاستمرار نهج القضايا الملفقة الذي تمارسها أجهزة أمن الدولة ، خاصة في محافظة الفيوم ، والتي وصلت لحد تأليف اتهامات جديدة للمدونين ، كان أخرها اتهام المدون المعروف أحمد محسن صاحب مدونة "فتح عينك - http://eyestillopen.blogspot.com " بـ " استخدام المناخ الديمقراطي السائد في البلاد لقلب النظام".

وكانت قوات أمن الدولة قد اقتحمت منزل المدون أحمد محسن في مدينة الفيوم يوم 23 أبريل الماضي 2009 ، وتفتيشه ، ورغم أنهم فوجئوا بأن المدون قد انتقل للعمل في محافظة أخرى "المنيا" منذ اشهر ولا علاقة له بمدينة الفيوم ، إلا أن الضابط " عمرو الحميلي" لم يشأ أن يظهر بمظهر الضابط الفاشل وصاحب المعلومات والتحريات الكاذبة أمام رؤسائه ، قام بالاتصال بالمدون تليفونيا ، وطلب منه الحضور للفيوم " أو أنهم سيحضرونه من المنيا" فقام المدون بالسفر إلى مدينة الفيوم واتجه مباشرة لتسليم نفسه لنيابة الفيوم ، ليفاجئ بأنه متهم بـ:
استخدام المناخ الديمقراطي السائد في البلاد لقلب النظام
التحريض على قلب نظام الحكم.
ويتم حبسه في 29ابريل 2009 ، لمدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق في القضية ( 4185 أمن دولة).

وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " أن يكذب ضابط أمن الدولة فهذا أمر عادي ، لكن أن تصدق النيابة العامة هذه الكذبة وتوافق على حبس مدون شاب لأنه أستغل المناخ الديمقراطي ، فهذه كوميديا سوداء ، أي ديمقراطية تلك التي أستغلها هذا الشاب ؟ ".

وتكتمل فصول القضية الملفقة والتي لا يمكن أن يصدقها عقل ، بأن هذه القضية ليس بها سوى متهم واحد هو هذا المدون ، وكأننا نتحدث عن سوبرمان ، خطط وقرر قلب نظام الحكم عبر مدونته ، رغم وجوده في مدينة أخرى منذ أشهر عديدة ، وكأنه سيغير نظام الحكم بالريموت كونترول!.

وأضافت الشبكة العربية " نحن وعبر هذا البيان الإعلامي نخطر وزير الداخلية أن ضابط أمن الدولة التابع لك – عمرو الحميلي- كذب عليكم ولفق محضر تحرياته ضد المدون الشاب الذي لم يكن له أي علاقة بمدينة الفيوم لمدة شهور مضت، فهل سيعاقب وزير الداخلية هذا الضابط الملفق ، أم سيغض الطرف عنه ويسكت على سجن شاب برئ؟".

الجمعة، مايو ٠١، ٢٠٠٩

البيان الاول ... بين الأمس واليوم ... مازالت حقوق المدونين تنتهك على ارض مصر

اليوم



في سياق مظاهر احتفال جهاز امن الدولة بدخول مصر ضمن اكثر 10 دول قمعاً لمستخدمي الانترنت في العالم حسب تقرير لجنة حماية الصحفين العالمية .
قام جهاز امن الدولة في محافظة الفيوم بتوجية من المركز الرئيسي لجهاز امن الدولة في مصر بإعتقال المدون الطبيب أحمد محسن -صاحب مدونة فتح عنيك - منذ اكثر من 20 يوم في فعل غير مبرر يتسم بالهمجية و الغوغائية و التخبط الاعمي .
حيث اقتحمت قوات الامن منزل والد المدون احمد في ساعة متأخرة من ليلة 16 ابريل و الذي لم يكن متواجد فية و لان المدون نقل اقامته الي محافظة المنيا بجوار مقر عملة منذ 6 شهور ، مما يظهر افعال امن الدولة التي تظهر التخبط الشديد و العشوائية في اسلوب العمل والذي يستدعي الي التسأل عن مستوي اداء جهاز امن الدولة في البلد الذي فشل في ان يعرف ان المدون متواجد في المنيا منذ 6 شهور .
فتحت تهديد باحتجاز كافة افراد الاسرة والتهديد باستخدام اساليب قذرة فيها الكثير من انتهاك لحقوق الانسان في التعامل مع المحيطين بالمدون سلم المدون احمد محسن نفسة .
وتأتي هذا الإعتقالات كنوع من انواع المحاولة لمنع حركة المدونين في محافظة الفيوم بالخصوص و في مصر بالعموم من فضح احداث العنف ضد الطلبة في جامعة الفيوم ، و التي كانت الاسوأ في تاريخ اعتداء الامن علي طلاب الجامعة والتي اسفرت عن حدوث اصابات للطلبة تتراوح بين ارتجاج للمخ وتهشم للفك وتمزق في الاربطة ...الخ و اعتقال طلاب حتي الان .

بهذا الإعتقال تستمر سلسلة الإعتقالات والخطف و التعذيب المستمرة للمدونين ونشطاء الانترنت وحقوق الانسان مثل محمد عادل و عبدالعزيز مجاهد و محمد خيري وصولا الي حملات إعتقال نشطاء اضراب 6 ابريل والتي كان علي راسهم الطالبتين سارة رزق وأمنية طه و المدون احمد علاء وصولا الي الاعتقالات فى 4 مايو .

لذلك نطالب من المدونين و لجان حقوق الانسان و الحركات السياسة و الشعبية في داخل مصر و خارجها للتدخل لدي السلطات المصرية للافراج عن الدون احمد محسن المحتجز الان في سجن المرج في اوضاع لا حيوانية فضلا عن كونها لا انسانية -تكاد تصل الي ما يحدث في معتقل جوانتانامو-.
كما نطالب جمعيات حقوق الانسان واعضاء مجلس الشعب و الشوري بعمل لجان تقصي حقائق عن اوضاع احتجاز المدون احمد محسن في السجن والذي دخل في اضراب مفتوح عن الطعام .

أمس

البيان الاول

المجموعة العربية للدفاع عن الدون احد محسن من المدونين و نشطاء حقوق الانسان

الثلاثاء، فبراير ٠٣، ٢٠٠٩

عندما نحزن ...!!


" المريض الذي يوقظك ليلا من أعز نومه لكي تقوم بإجراء الفحوصات عليه هو واحد من اثنين : 
شخص سوف تجعله يبكى 
أو شخص سوف تبكي عليه ! " 
من نصائح النواب بعضهم لبعض مع بداية العمل في المستشفيات 
* و النائب : هو الطبيب المقيم في المستشفى و الذي يظل يعمل 24 ساعة متصلة على الأقل في بداية نيابته و لمده 4 أيام على الأقل في الأسبوع *

********************

صور أفلام الأشعة المقطعية على الرأس تتابع في الظهور على شاشة الكمبيوتر ببطء ........واحده بعد الأخرى . 
و والد المريض يبدو امامى من خلف الحاجز الزجاجي الذي يفصلني أنا الجالس أمام شاشة الكمبيوتر عن المريض الراقد على جهاز الأشعة المقطعية و بجواره والده . 
بجواري يقف عامل القسم الذي هو مثال تقليدي عما يمكن أن يفعله الجهل و الفقر في أبناء مصر . أثار النعاس تبدو على وجهه مثلما تبدو على وجهي أيضا في ليله شديدة البرودة يوقظك فيها أحد المرضى ليخبرك أن ابنه قد أصطدم برأسه جسم صلب منذ يومين و أنه يشعر الآن بعد مرور 30 ساعة بصداع في رأسه ! 
و إذا حاولت أن تسأل السؤال التقليدي و المنطقي الوحيد في هذه الحالة_ و الذي لم أعد أسأله من طول التجربة و الخبرة _ عن السبب الذي منع الأب من إحضار الابن بعد الحادث لإجراء الأشعة عليه فسوف تجد إجابات تقليديه و"منطقية جدا " من قبل المريض عن ضيق ذات اليد و عن أنه ظن أن الحادثة قد مرت على خير و لم نرد أن نكبر الموضوع !

الأفلام تتابع في الظهور و النعاس يغطى على عيناي رويدا رويدا يحثني على إنهاء هذه العملية المملة في أسرع وقت لاستكمال الراحة قبل بدأ يوم جديد شاق و متعب .........وفي رأسي تدور أفكار من نوعيه " لو كان أصيب بشيء خطير ما كان قد جاءني سائرا على قدميه و بكامل وعيه " 

العامل الذي تبدو عليه أثار الفقر و الجهل هو صورة مكررة نقابلها كل يوم في حياتنا عن الرجل البسيط الذي يعيش في منزل بسيط هو و أمه وأبوه و زوجته و أولاده( وعددهم يتكون من رقمين بالتأكيد )، و هو يعيش على مرتب هزيل لكنه ينتظر الإحسان من كل المحيطين به حتى يستمر هو و أبوه و أمه و زوجته و أولاده على قيد الحياة ، و هو لا يعلم من أمور الدنيا غير المكان الذي يسكن فيه و المكان الذي يعمل فيه ومن يتعامل معهم في محيط السكن و العمل ، بالطبع هو لا يعلم أي شئ عن فلسطين و حماس و لم يشغله في يوم من الأيام لجنه السياسات ولا أسعار الحديد و الصلب .و بالتأكيد لم يهتف بشعار " يسقط يسقط حسنى مبارك " ولا دندن مع شيرين و هى تغنى " مشربتش من نيلها ....جربت تغنى لها " ...هذا العامل اسمع صوت صدره جيدا وهو يخبرني بان هذا العامل لدية "حساسية على الصدر " بصورة مزمنة ومنذ فترة طويلة .

كانت الصور تتابع في الظهور على شاشه الكمبيوتر مخبره أنه لا جديد تحت الشمس و أن الابن سليم معافى ، و كان قد تبقى 4 أو 5 صور أخرى لنعلن بكل ثقة سلامه الابن .
العامل و بكل تلقائية و بساطه في التفكير دخل على الابن و الأب في الغرفة و أنبائهم بكل بساطه أنها " الحمد الله سليمة ومفيش حاجة " 
الأب لم يتمالك نفسه من الفرح فخر ساجدا لله 
وكنت أنا من خلف الزجاج أرى الأب و هو يخر ساجدا و في نفس الوقت أرى الصورة تظهر امامى على شاشة الكمبيوتر تخبرني بنزيف كبير في الرأس في حاجة إلى تدخل جراحي سريع و عاجل !!
و مع وقوف الأب من السجود كانت الصورة التي تليها قد ظهرت تخبرني أيضا أن الحالة أسوأ بكثير مما أظن !!

صوت عبارات الحمد و الشكر من قبل الأب تصل إلى مسامعي من خلف الزجاج ، لكنه لكي يزداد ثقة جاء إلى مستفسرا منى و ليتأكد من صدق بشارة العامل : 
_ خير يا دكتور ؟


" لا تعطى المريض أو أقاربه أي عبارات تدفعهم إلى "الأمل الشديد " أو " اليأس الشديد " .......في الطب نحن نسير بمقادير الله ، ما نظنه غير قابل للعلاج قد يتحول في لحظات إلى داء سهل وبسيط ، و ما نظنه سهل و بسيط قد يتحول في لحظات إلى كارثة تودي بحياة المريض "

ــ خير يا أبويا ؟ 
ـ طمنى يا دكتور ، إلهي يطمن قلبك ، فيه حاجة ؟ 
ـ هو فيه حاجة بسيطة في المخ ممكن تحتاج عمليه ، لكن بسيطة إن شاء الله . 
ـ حاجه إيه ؟
ـ.................
ـ قول يا دكتور و متخبيش عليا 
ـ هو نزيف بسيط لكن إن شاء الله هيحتاج عملية سهله بعدها هيكون كويس .
الرجل أصفر وجهه 
و أنا كنت في قمة تأثري و أنا أرى الرجل يتحول أمامي من قمة حاله السرور و الفرح إلى قمة القلق . 

وبدا لي و قتها كيف يمكن للدنيا أن تنقلب عليك من السعادة إلى الشقاء لمجرد ظهور صورة على شاشه الكمبيوتر >


*************************

أثناء الأزمات نظهر على حقيقتنا ......."حقيقة من واقع الحياة "

*********************

دخلت الأم تحمل أبنها ذو 20 يوما على صدرها وهى تحتضنه بشده ، و خلفها زوجها و على وجهه علامات الحزن و من خلفهم جميعا أمرأه كبيرة في السن ترتدى الثوب الأسود المييز للسيدات في أرياف مصر المحروسة علمت فيما بعد أنها أم الزوج ،وبمعنى أخر........... حماتها . 
الطفل كان ساكنا تماما 
هادئا تماما 
مثل النيل .
أمامهم كان طبيب الامتياز يعطيني طلب إجراء أشعه مقطعية على رأس المريض لأن لديهم اعتقاد بان الطفل مصاب بنقص حاد في إمداد الدم إلى أنسجة المخ من جراء خطأ حدث أثناء عملية الولادة . 
دخل الطفل إلى الحجرة و بدأت الصور تظهر على شاشة الكمبيوتر معلنه صدق الحس الطبي للأطباء .
وقبل أن نخبر الأم بنتائج الأشعة كانت قد وقعت على الأرض و بدا أنها قد فقدت الوعي . و انشغل الجميع في أفاقتها . 
بينما كنت أنا و طبيب أخر مازلنا نتابع ظهور صور المريض و محاوله معرفه التشخيص الدقيق للحالة . 
طبيب الامتياز دخلنا علينا مستفسرا : فقلنا له لقد صدقت توقعاتكم !! 
والد الطفل كان قد سمع الحوار أو أنه على الأرجح استنتج ما دار من خلال العلامات التي بدت على وجوهنا . 
عندما سألته أمه عن الأخبار كان رد فعله هو رد الفعل الذي شاهدته بعد ذلك يتكرر كثيرا امامى من الرجال في مصر عندما يعلم أن قد أصبح عاجزا و غير قادر على القيام بأى شئ :
 
أسند وجهه إلى الحائط ، و مال برأسه إلى الأسفل ناظرا إلى الحائط و معطيا ظهره لكل المحيطين به ......وبدا كأنه سيبكى بكاء العاجز !!
هو الطفل الأول و الوحيد بعد سنيين من انتظاره . 
وإذا أضفنا إلى ذلك أنه مسيحي _بمعنى أنه لا يستطيع الزواج من أخرى من أجل إنجاب أطفال _ فإن أعمده بيت الحزن تكون قد اكتملت و لم يتبقى إلى التشطيبات الخارجية .
التي بدأت سريعا مع صوت المرأة العجوز و هي تندب و تولول على حفيدها ، وفي نفس الوقت تحاول إفاقة زوجه أبنها الراقدة أمامها : 
قومي يا بنتى عشان تشوفى المستقبل الإسود إللى مستنيك 
قومي عشان تبكى على أبنك 
قومي عشان تندبى معايا 

في لحظات معدودة شعرت أن السواد يغطى الجدران و المكان ، و كلمات المرأة العجوز زادت من هذا الشعور . 
حاولت تهدئة المرأة العجوز لكنه ثبت لي بالتجربة أن أي محاوله للتهدئة سوف تأتى بنتائج عكسية . 
طلبت الأمن لينهى هذا الموضوع ، بينما كان رفيقي في النبطشية يسألني : 
هنتعشى إيه النهارده ؟





الثلاثاء، يناير ٠٦، ٢٠٠٩

يا مصر من فينا اللي تحت الاحتلال

أدِّي التحية العسكرية للعيال

عدلوا ميزاننا بعد ما ميزاننا مال

وصباع بيتشاهد وبيعيد السؤال

يا مصر مين فينا اللي تحت الاحتلال ؟؟!



أدِّي التحية العسكرية
للبنات

شنط المدارس ضد صف الدبابات

تبكي ولا تقبل تعازي في اللي مات

تغلب دروع العسكري بطرحة وشال



أدِّي التحية العسكرية
للشجر

يطرح علم غصن الزتون اللي انكسر

يطرح شرر، يطرح بشر زي القمر

وان يقطعوه تفضل عروقه في الرمال



أدِّي التحية
للي إدى الحق صوت

أدِّي التحية لشب حب الأرض موت

أدِّي التحية العسكرية للبيوت

تتهد تبقى حجارة في إدين الرجال



أدِّي التحية العسكرية
للقبور

فيها زهور لؤلؤ بحور وبدور تدور

فيها بذور يوم القيامة والنشور 

مهما حصل ثابتة ف مكانها لا تزال



أدِّي التحية العسكرية
للغضب

وطريق مشي في المسيح لما انصلب

وحمام يطير بين المآذن والقبب

فوقها علامة نصر تشبه للهلال

...

يا مصر مين فينا اللي تحت الاحتلال

" تميم البرغوثي"