نظرية مراحل النصر
د.راغب السرجاني
أهم فكره في هذه المحاضرة : النصر من عند الله
قال تعالى :
نظرية مراحل النصر ( لفهم طبيعة النصر و
مراحله )
- النصر نوعان : ا) نصر الآخرة : قال تعالى : (إنا
لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )
قال تعالى : ( فَمَنْ زُحْزِحَ
عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
النصر الدنيوي : و غلبة المصلحين على المفسدين
- النصر حزمة واحده : هي مراحل فيها المر ، و فيها الحلو .
لا نستطيع الوصول إلى المراحل الأخيرة إلى بتوفيق رباني محكم .
- المثال الرئيسي التطبيقي لهذه النظرية : قصة سيدنا نوح عليه السلام
المرحله الأولى : ظلمه ما قبل النصر
و فيها ييأس الرسل و المصلحون من أن يكون النصر في عهدهم أو و قتهم ، بل
يصبح لديهم اعتقاد أن النصر لن يكون الآن .
قال تعالى :
-
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ
قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ
نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ
الْمُجْرِمِينَ)
-
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا
يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ
خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ
اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ
اللَّهِ قَرِيبٌ
متى يكون النصر قريبا : عندما يزداد الألم
قصة نوح علية السلام : دعوه قومه 950 سنه !
قال تعالى : (وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ )
و قيل في اللغة أن قليل : أقل من 10 !
- قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين
ثم أمره الله تعالى بصناعه سفينه في الصحراء
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)
أهمية هذه المرحلة :
1) سقوط
المذبذبين \ سقوط الأقنعة . لو كان طريق الحق ناعما : لسار فيه الناس أجمعون .
2) اللجوء
إلى الله .
أهم خطر في هذه المرحلة : اليأس
قال تعالى : ) من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع
فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ(
-
المرحلة الثانية : ملحمة النصر
و فيها بدايات غلبه أهل الإصلاح على الفساد ، و تقسم إلى 3 محطات :
1) إرهاصات النصر : بدايات
الخير ، و لا يلتقطه إلا المؤمنون
قال تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ) و هو خروج الماء من النار
2)
عملية النصر :
قال تعالى : ( فدعا
ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا
أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا
الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه
على ذات ألواح ودسر تجري
بأعيننا جزاء لمن كان كفر) .
3 ) الحفاظ على النصر :
و هذه هي المرحلة التي نمر بها
الآن في مصر .
أهم خطر في هذه
المرحلة : أن تنسب النصر إلى نفسك و ليس
إلى الله عز وجل
قال تعالى : )إذا جاء نصر الله والفتح ( 1 ) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ( 2 ) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ( 3 ) )
المرحلة الثالثة : استقرار النصر
و فيها التمكين للنصر في الأرض حتى يستقر بين الناس و المجتمع .
قال تعالى :
-
( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على
الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ( 44 ) . )
كل هذه المراحل هى من عند الله
سبحانه و تعالى ، قال تعالى : ( وما النصر إلا من عند الله)
أهم خطر في هذه المرحلة : أن تعطى ظهرك لله عز وجل .
قال تعالى :
( هو
الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها
جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له
الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ، فلما
أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع
الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون )
في النهاية :
في سورة البروج ...حرق كل من
كان مؤمنا
ورغم ذلك قال الله عنهم : ذلك
الفوز العظيم
فالنصر الحقيقي هو يوم القيامة
عندما تكون في جانب الله عز وجل .