الجمعة، يونيو ٢٣، ٢٠٠٦

عن فقة (الجزمة ) أتحدث ....!!



اليوم لا حديث يعلو عن حديث الجزمة في الشارع المصرى ، فالجزمة أصبحت أحد الوسائل الهامة التى تستخدم الآن في مصر_و على نطاق واسع _للتعبير عن الرأى . و رغم ان البعض قد يعتبر هذا نوع من (عدم الأدب و إنحطاط الأخلاق ) لكنى لست هنا لمناقشه مدى أخلاقيه إستخدام الجزمه كوسيله للتعبير عن الرأى ( وعلى العموم أنا ليس لدى مانع في أن يكون هناك حوار عن هذه النقطه ) . لكن لنتحدث سويا ( ونفتح أعيننا ) قليلا على الجزمه .
سبقنى محمد جمال عرفه _المراسل المميز للموقع المميز إسلام أون لاين _ فى مناقشته لهذه النقطة ،والمقال ملئ بالأمثله عن إستخدام الجزمة في الحياه السياسية المصرية :
1)رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور رفع الجزمه على محمد عبد الوهاب عضو مجلس إدارة النادي الأهلي المنافس التقليدي، خلال المباراة النهائية لمسابقة كأس مصر الجمعة 16-6-2006 التي جمعت بين الناديين في إستاد القاهرة،( و في حضور مندوب عن رئيس الجمهوريه ؟؟) .
2)في برلمان عام 1987 قام النائب المعارض الراحل "طلعت رسلان" بصفع وزير الداخلية الأسبق الراحل "زكي بدر" تحت قبة البرلمان على خده( هل ممكن حد دلوقتى يتكلم مع حبيب العادلى بأسلوب مش كويس ..... أنا سامع واحد بيقول هو أصلا مبيرحش البرلمان و لا بيتكلم مع الناس دى !!)عندما اعتبر النائب أن الوزير قد أهان المعارضة، وقيل إن الوزير حاول الرد بضرب النائب بـ"الشلوت" (الجزمة(
3) نقلت المستشارة نهى الزيني في مقابلة مع فضائية "دريم" المصرية عن القاضي الذى أعتدى عليه بالضرب قوله: إن "ضابط الأمن الذي اعتدى عليّ قصد أن يضع الجزمة عليّ لكي يوصل رسالة: أن القضاء تحت الجزمة"!
4)صحيفة "الخميس" نشرت عن مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين قوله إن الإخوان "سيضربون المعارضة بالجزمة" عندما يصلون للحكم. ( بالطبع المانشت فشنك و الموضوع فشنك ....وأكتر ناس طالع عنيها من الجزم هما الإخوان .، و أسئلوا عصام العريان )
5) طلعت السادات عندما قال لأحمد عز رئيس لجنة الصناعة بالبرلمان ورئيس لجنة التنظيم بالحزب الوطني الحاكم ( و فتى جيمى الأول )عبارة "هاضربك بالجزمة"، وإنه هم بخلع حذائه بالفعل تحت قبة البرلمان.
كانت هذه الأمثله التى ذكرها محمد جمال عرفه . لكن هناك مثال أخر ذو دلاله هامه
صالح سليم (رئيس النادى الأهلى السابق نادى الأخلاق و المبادئ و القيم ) و الذى كان مثال للأخلاق ، لكنه رغم ذلك ضرب لاعب بالجزمة في أحد المباريات لأنه لم ينفذ الخطة .
كل هذه الأمثله تعطى دلاله واضحه على أن الجزمة أستخدمت كثيرا في تاريخ مصر كأداه للتعبير عن الرأى ، و أنه تم استخدامها من قبل أفراد لا يمكن أن يكونوا من الطبقه البسيطة أو الشعبية ، بل على العكس من ذلك فأغلب إستخدام الجزمة كوسيله تعبير حدث من كبار القوم ( أعضاء مجلس شعب ، رؤساء النوادى ،ضباط الشرطة ( و دول بالذات إستخدامهم للجزمه يدعو للحيرة رغم و جود و سائل أخرى تتوفر لديهم من صعق بالكهرباء و خوابير و خلافه ااتعبير عن رأيهم فينا ) ) .
فلماذا أستخدمت الجزمة من قبل الطبقات المثقفه و العليا رغم أن المنطقى أن هذه وسيله لا يستخدمها إلا العامة ؟؟
لكن للموضوع بعد أخر .....
فالهتافات التى تترد الآن في مظاهرات كفايه مثلا و التى يقودها النخبه ، والكلام الذي يكتب الآن في المدونات لتعبير عن الأراء في الحياه السياسيه و الذي يكون أغلبه سب و قذف في مبارك ، ومايجرى من نقاشات في الندوات و المؤتمرات الهامه من عراك فكرى و ثقافى بين المؤيد و المعارض و من فئات من المجتمع من المفترض انها الأكثر قدرة للتعبير عن رأيها كيفما تشاء و بالإسلوب الذي تريد كلها تصب في نفس خانه الضرب بالجزمة .
حاله الكبت الذي يعيشه الوطن ( المجروح ) و التى تستمر منذ أكثر من 50 عاما ، و الكتم على نفس الناس ،و نقص الحرية الشديده الذي تعانى منه مصر بالإضافه إلى مصادره حريه الرأى و التعبير عن قطاعات شعبية واسعه جعل الناس ( تنسى ) كيف يكون الإختلاف في الراى ، كيف يكون التعبير عن رأيك بصورة حضارية . ( فيه ناس في مصر من حوالى 10 سنين متعرفش إيه إللى بيدور حواليها، و مش عاوزة تعرف ، و لو عرفت مش هتشغل بالها ) .
الناس مش عارفه تتكلم !!
مش عارفه تنطق ...
مش عارفه تقول إللى جواها ...
الناس فقدت الرغبه في الكلام ......عشان إتكلمت كتير و محدش سمعها
و فقدت الأمل .....
و أكتر كلمه ممكن تسمعها من الناس دلوقت ( البلد دى ليمكن تتصلح ) .
( في المسجد الذي يصلى فيه الدكتور عصام العريان _ فك الله أسره _ جلس الناس يتناقشون في أمر أعتقاله ، و كانت ( كل ) _و أعيد و أكرر ( كل )_ الأراء الوارده من المصلين ( إنه يستاهل إللى جراله ) ، و إنه شاغل نفسه ببلد لايمكن تتصلح ، و كان أحسن ليه بعد ما أعتقل السنه إللى فاتت إنه يعد في بيته و يربى ولاده و يشوف شغله ) .
فمن الطبيعى إن الناس أول ماتعبر عن رأيها يكون بأكثر الطرق بدائيه ، و أكثرها تجريحا ، تكون باكثر الطرق المباشرة و دون لف و لا دوران ، بالطرق التى توصل المعنى دون أن يحدث أى لبس ، بالطرق التى تهتم في المقام الأول بأن تقول رأيها بغض النظر عن أى شئ أخر ؟!
إستخدام الجزمة أصبح الآن له ( فقه خاص ) بها ، فعند خلع الجزمة- أو التهديد بخلع الجزمة _ يجب أن تعرف أن الأمور قد وصلت لقمتها ، وأن هذه هى أعلى و سيله تعبير تستخدم في مصر الآن للتدليل على الغضب . و على عدم الرضا ، و أن الشخص الذي يخلع جزمته لم يعد خائفا من أى شئ ، و لا يضع في حساباته أى شئ .
الجزمة الآن أكثر لها قوه الشجب و التنديد ، لها قوه الرفض ، لها قوة إظهار الغضب ، لها قوة إظهار إعلان الحرب على من رفعت عليه الجزمة .
الجزمة أصبحت ( رمز ) لحاله تعيشها مصر الآن لا تقبل الحلول الوسط .
_______________
إلى أن نلتقى :
وليس ثم من مفر
لاتحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد !
وخلف كل ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ...
و دمعه سدى !



ليست هناك تعليقات: