السبت، أبريل ٠٥، ٢٠٠٨

الهمجية بالفيوم كلاكيت تانى مرة




لتعيد تذكير كل من سولت له نفسه أن الأمور قد تغيرت وأنها كانت غلطه و مش هترجع تانى .

جامعات مصر في أغلبها شهدت هذا العام واحده من أسوأ أعوامها في جانب الحريات منذ نشأتها .

فما حدث في جامعات مصر هذا العام لم يكن ليتصور أن يحدث قبل 80 عام و مصر تحت الاحتلال الإنجليزي .

وقت أن كانت جامعات مصر هي المحضن الطبيعي لكل الطلاب الراغبين في مصر حرة و مستقلة ( لازلنا بعد مرور 80 عام نطالب بنفس المطالب ....مصر الحرة و المستقلة عن أي تأثير أجنبي ) ، منذ أن خرجت من الجامعات و المساجد ثورة 19 ، و بعدها عندما كانت الجامعة هي المكان للتعبير عن رفض أو قبول الحركة الوطنية في مصر لأي سياسة يقوم بها الاحتلال الإنجليزي .

بعدها كانت ساحات الجامعات هي المكان المناسب للضغط على الملك من أجل قضية فلسطين ، و بعدها تحولت هذه الساحات للمكان الذي تدرب فيه المجاهدين قبل ذهابهم إلى فلسطين .

وتبقى حادثه كوبري عباس هي الأشهر في تاريخ الحركة الطلابية المصرية في مرحله ما قبل الثورة لبيان مدى قوة هذه الحركة و مدى همجية النظام في ذلك الوقت للتعامل معها . حيث لم يكن هناك حل لهذه الأعداد الهائلة من الطلبة التي تقف على كوبري عباس و التي تطالب بحقوقها من الحرية و الاستقلال إلا أن يتم فتح الكوبري عليهم ليسقط أعداد كبير منهم في النيل .

بعد الثورة كانت الجامعة هي المكان الذي خرجت منه جموع الشعب للمطالبة بالحرية و الديموقراطية في مارس 54 بقياده الشهيد عبد القادر عودة عليه رحمه الله ،و حاول النظام وقتها منع الآلاف من الوصول إلى القصر الجمهوري بغلق الطرق و الكباري ، فما كان من الطلاب إلا أن عبروا النيل سباحة أو من خلال المراكب . ولم يتورع النظام وقتها في إطلاق الرصاص على الطلبة ليسقط عدد منهم شهيد و أخر جريح . أحد الذين حضروا هذا اليوم ذكر لي كيف كانت حماسه الشباب وقتها ، و أنه لا شئ سيمنعهم من الوصول إلى القصر الجمهوري لتوصيل مطالبهم و كيف كان الشباب يتسابق في عبور النيل سباحه أو من خلال تأجير المراكب .

بعدها دخلت جامعات مصر إلى حظيرة القمع راضيه مرضيه .

و انتهى دور الجامعة كمحضن للمطالب الوطنية إلا أن أطلت علينا هزيمة 67 ، وقتها تذكر الجميع الجامعة و ساحاتها و نضالاتها . فعادت من جديد تنبض بالحياة من أجل نقس المطالب ( الحرية و الاستقلال ) ، الحرية من المستبد الداخلي و الاستقلال بإستعاده الأرض المفقودة . وقتها تذكر الجميع الجامعة و كتب أمل دنقل قصيدته الشهيرة الكعكة الحجرية .

و من وقتها لم تصمت الحركة الطلابية .

ضغطت على السادات من أجل حرب أكتوبر ، و كان أشهر الفاعليات الاعتصام الذي نظم في جامعه القاهرة من أجل هذا المطلب .

ثم وقفت في وجه السادات ضد السلام مع إسرائيل و ضد اتفاقية كامب ديفيد و ضد سياسة الانفتاح سداح مداح . وأحس النظام وقتها بمدى قوى الجامعة فبدأ مجموعه من الإجراءات لتحجيم الطلاب بدأت وقتها بتغيير اللائحة الطلابية إلى اللائحة الحالية التي سلبت من الطلاب كل حقوقهم و حرياتهم ووضعتها في يد الأمن . ثم بإضافة امتحانات التيرم و الميد تيرم ( و عما قريب الربع تيرم و الثمن تيرم ........إلخ )

بالفعل أثرت هذه الإجراءات على الطلاب .

وشيئا فشئ

فقدت الحركة الطلابية الوطنية بريقها وقوتها .

كانت تظهر من أن لأخر في المناسبات فقط . (حرب العراق و الكويت 91_ الانتفاضة الفلسطينية _ حرب العراق ) لكن هذه المناسبات _ويا للغرابة_ كانت كلها لأحداث خارج مصر .لم يخرج طلاب مصر منذ أكثر من 25 عام للاعتراض على حدث داخلي أو للمطالبة بشأن داخلي !!

وحتى في الأحداث الخارجية كان الخروج بطريقه دلت على أن الوضع قد اختلف و أن الطلبة لم يعودوا نفس الطلبة .

أتذكر مثلا في مظاهرات الإنتفاضه الفلسطينية و أنا أسير بها أن الهتاف كان

( يا قسامى يا حبيب ، دمر دمر تل أبيب)

ظل الطالب بجانبي ينادى ( يا قذافى يا حبيب ، دمر دمر تل أبيب )

بعد فتره عندما صححت له الهتاف وقلت له أننا نهتف للقسامى و ليس للقذافى بتاع ليبيا فرد على و قال : ومين القسامى ده ؟!!

وفى مظاهرة الدكتور عبد العزيز الرنتيسى عقب استشهاده و الذي جاء بعد وقت قليل من استشهاد الشيخ ياسين و أنا أعبر باب جامعه الفيوم لألحق بالمظاهرة كان يسير أمامي فتاتين دار بينهما الحوار التالي :

ـــ ياااااااااااه ، كل يوم مظاهرات ! إحنا مش هنخلص بقى من الموضوع ده !

ــ دى مظاهره عشان شيخ مات في فلسطين اسمه "ياسين" ، و هما زعلانين عليه .

ما أغاظنى وقتها أنها حتى لا تعرف إسم الشيخ أحمد ياسين و لا تعرف أن هناك أخر قد أستشهد أسمه الرنتيسى و إحنا زعلانيين عليه برضه !

لم يعد الطلبة هم نفس الطلبة ،

حاله من التخطيط المنظم تمت لإماته الطلبة .

الآن في الفيوم

كان هذا العام دليل على هذا الأمر.

ما تم في جامعه الفيوم من الانتهاكات تكفى لإسقاط الحكومة و محاكمتها أمام القضاء و إصدار أحكام بالسجن عليهم .....هذا بالطبع إذا كنا في مجتمع نصف ديموقراطي !!

أحداث التيرم الأول كانت شديدة القسوة

لكن التيرم الثانى حمل لنا أحداث أشد قسوة .

لم أكن أعلم أن الهمجية يمكن ان تصل إلى هذه الدرجة

لو شاهدت الفيديو الذي تم تصويره للطلبة و هم محاصرون داخل الجامعة بعد إقامتهم معرض لأجل فلسطين و لا يستطيعون الخروج من أي باب من أبواب الجامعة . لماذا ؟

لأن أي شخص سيحاول الخروج من الباب فإن هناك قوة من البندر و المباحث و حرس الجامعة و مخبري و ضباط أمن الدولة بالإضافة إلى قوات الأمن المركزي في انتظارهم للقبض عليهم .

و الكلام شديد الوضوح و لا يحتمل التأويل :

إللى هيطلع النهارده هيتقبض عليه ، إحنا كده كده هنقبض على حد !!

أنت الآن طالب بالجامعة قادك تفكيرك إلى المشاركة في معرض من اجل أطفال غزة ، وبعد أن انتهيت من المعرض اكتشفت أنه بسبب هذا الخطأ الذي أقترفه بالمشاركة في مثل هذا معرض فإن مصيرك إلى المعتقل و بئس المصير !

تقترب من الباب فتجد كل هذه القوات واقفة في انتظارك .

تصاب بالهلع

فزميلك حاول الخروج فوجد مجموعه من المخبرين لاختطافه فساعده الطلاب المحيطين به من الإفلات من أيديهم .

وعاد ووجه محتقن بعد تجربة مريرة كانت ستنتهي بالاعتقال .

أنت بالتأكيد ستعيد التفكير مليون مرة قبل أن تعيد مثل هذه التجربة

لذا تقرر أن تخرج من الجامعة قفزا من فوق الأسوار ، أو من خلال فتحات في سور الجامعة .

بعد خروجك تجد أن الأمر قد اكتشف

و كل هذه القوات تجرى خلفك للقبض عليك .

تظل تجرى بكل ما أوتيت من قوة

ومن جهد

ومن عزيمة

محاولا ألا تفقد الأمل

وألا تفقد نفسك في نفس الوقت !!

لكنك بعد جرى لمسافات طويلة و لمده تزيد عن الثلث ساعة خارت قواك

وسقطت في أيدى الأمن !!

زملائك كان حظهم أفضل

فبعد خروجهم خارج الجامعة باعجوبه

وجدوا أنفسهم محاطين بمجموعه من المخبرين ولا مكان للفرار ؟

فتم اقتيادهم إلى أحد عربات الميكروباص التي كانت مجهزة لاستقبالهم .

طبعا بعد أن قام المخبرين بالواجب أولا !!

( اختطاف ، تهديد ، ضرب و تعذيب ، بلطجه...........تكلم عن حجم الانتهاكات كما تريد أنا هنا أنقل ما حدث و لا أحصر الانتهاكات )

الصور بالطبع تنفى أي شبهه مبالغه في الموضوع أو تجنى على الأمن .

لكنى أسئل نفسي :

لمصلحة من يتم هذا؟

من المستفيد ؟؟

ما الفائدة التي تعود على (الطالب/ أو الجامعة /أو الأمن /أو النظام الحاكم /أو مصر )من جراء مثل هذه الأفعال ؟؟

هؤلاء الطلبة قاموا بعمل سلمى حضاري بنية طيبه .

فلماذا تم التعامل معهم بهذه الطريقة ؟

انا أقول لك :

لأنهم مستأذنوش

لأنهم غير شرعيين

لأنهم عملوه دون أذن الكلية .

هذه هي الحجة .

لكن أرد عليك أيضا بهذه القصة :

عندما كنت طالبا ذهبت يوما لمقابله قائد الحرس بالكلية بعد أن إستدعانى لمقابلته بسبب حفل لتكريم المتفوقين بالكليه شاركت فيه .

عندما تحدث معى بان ما قمت به خطأ . و أن الكلية فيها نظام و إللى عاوز يعمل نشاط لازم يكون بالطريق القانوى .

قلت له و ما لطريق القانوني؟

قال : إتحاد الطلبة .

ــفين إتحاد الطلبة ده !! إحنا بنصحي الصبح نلاقى أسماء ناس متعلقين على إنهم أعضاء إتحاد الطلبة دون انتخابات .

قال لي : إحنا هنعمل انتخابات السنه دى .

ــإذا سجل أسمى معاك في هذه الانتخابات ، أنا أول واحد هترشح .

ــ قال لي : بغض النظر عن إتحاد الطلبة ، فيه طرق تانيه قانونية زى الأسر الطلابية مثلا .

قلت له : حضرتك وافق لنا على أسرة و أنا مستعد أقنع الطلبة بتقليل حجم النشاط إلى النصف و إننا منعملش أي عمل بغير موافقة الأمن . ( كان هذا تنازل شديد لم أعرف كيف أقدمت عليه ، وبعد أن قلته شعرت أنه لو وافق على هذا العرض فإنه من المستحيل أن أقنع الطلبة به ).

فرفض .

هكذا ببساطه ......رفض .

قلت له : لا تلومنا إذا قمنا بأي نشاط في الكلية ، أنت الذي رفضت الطريق القانوني و لم تترك لنا خيار أخر !!

هذه الحادثة _لولا الملامة _ لأقسمت أنها تمت في كل الكليات التي بها نشاط طلابي بصورة أو بأخرى ، و كانت النتيجة واحده في كل الأماكن .

يا ساده

نحن نحكم على جيل كامل بالموات إذا منعنا عنه أي نشاط ،

ووضعنا قيود حازمة على حركاته ،

و أحطناه بسياج من التهديد و الخوف .

لأن إللى في دماغه فكرة مش هيغيرها بالطريقة دي أبدا

و هيفضل يقول :

مش هنبطل

مش هنسافر

مش هنسيب.


فيديو يوضح محاصرة الأمن للجامعة .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصر ليله إضراب 6 أبريل

رايحه على فين ؟


هناك ٧ تعليقات:

محمد خيري يقول...

مش هنبطل ومش هنسافر ومش هنسيب

هذا هو حالنا فى الجامعات

لقد تم تحويل اليوم ما يزيد عن السبعين طالب فى كلية واحده الى التحقيق لأنهم تجرأوا وطالبوا بحقوق الاساتذة فى العيش بحرية وفوق ذلك بكرامه

لكنهم لا يدورن انهم يضعون انفسهم فى المزبله

وأقول لهم
إن التاريخ لا يرحم يا ساده

زهرة الاسلام يقول...

321السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاحول ولا قوة الا بالله ...

بعد ان اوضحتم في مقالكم كيف هي الجامعة المحضن والمنبع الرئيسي
لكل الطلاب الراغبين في مصر حرة و مستقلة
وبالاضافة لاننا نعلم ان فترة الجامعة هي مرحلة العطاء الحقيقي وبداية ادراك الواقع واختيار الطريق

نجد كما ذكرتم الوضع بدء يتغيير ..
ربما الشي الوحيد الذي قد نجح فيه النظام بقدر قليل هو فقد الجامعة لدورهاكمحضن للمطالب الوطنية،وشغل الطلاب بالعلم واوجد حاجز بينه وبين المشاركة السياسة والدفاع عن الحق

نعم ..لم يعد الطلاب هم نفس الطلاب ،

نعم ..حاله من التخطيط المنظم تمت لإماته الطلبة .


لقد تمادي الطغاة كتييرا ،واستخدموا الهمجية لدرجة غير مسبقوقة ...
وحقا فيديو اعتقال الطلبة من داخل حرم الجامعة ومحاصرة الامن للجامعة دون اي اعتبار لاي شى ولحرم هذه الجامعة

احالة 74 طال للتحقيق دفعة واحدة ،وفصل 7،و8 للتاديب ....
هل وصل بنا الحال ..لان يتم الهجوم على مدرسة الثانوية الجديدة بنات فى تلا حيث تم القبض على الاستاذ أحمد صقر ..
في وسط ذهول من الاساتذة والتلاميذ ....الخ

لقد انتهكوا حرمات المدارس والجامعات بهذه السهولة ،وواستخفوا بكل العقول والقيم ..ولم يعدوا يستحوا بل فو وضح النهار امام التلاميذ او في وسط الجامعة

ولكن هيهات اي يغير فينا هذا اي شي بل سيزيدنا قوة واصرارا
ونقول دائما :مش هنبطل مش هنسافر مش هنسيب مش هنخاف

بوركتم

Hosam Yahia حسام يحيى يقول...

حسبى الله ونعم الوكيل


فى كل الظالمين

مش عارف

هما عاوزينا نعمل ايه

نسيب البلد

ولا ايه

!!!!!!!!!!!!!11

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ragabhpl يقول...

اللى فى دماغه حاجه وعايز يعملها محدش يقدر يمنعه
وهنفضل كدة كابسين على نفس النظام
اما هو يسيب او احنا نموت او يغور فى ستين داهيه

غير معرف يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله في الظالمين

لا حياء ولا زره من النخوة ولا الرجوله
أصبح النظام وكانه لاغى هذه المصطلحات من قاموسه وكان الدوله اصبحت ملكا لهم حتى نعجبهم لابد علينا
"لا اسمع - لا أرى - لا أتكلم "
وياريت هنعجبهم

حقا لنزداد يوما بعد الاخر حرقة وحقد وكراهيه لهذا النظام الفاسد الذى يسعد بأن نغرق في المعاصى والاثام

وأخيرا علينا جميعا بأن نصلى صلاة الجنازة عليهم وتكون كالغائب
وانا لله وانا اليه راجعون