الجمعة، سبتمبر ١٤، ٢٠٠٧

عندما تكون الخاسر الوحيد في معركه رابحة


من الأرشيف

أذهب إلى القصر العيني كثيرا من أجل حضور المحاضرات هناك ، من أجل البحث عن العلم و عن المعرفه في ذات الوقت ..!! أذهب _غالبا _ و حيدا و ربما هذا أفضل ما في الموضوع .......لأن هذا يعطي للنفس فرصه أكثر للتأمل ...........و هذا ما نفتقده هذه الأيام !!
كانت هذه الزياره بعد حلقه أ/ عمرو خالد عن الإيجابيه ( الحلقه الأولى) أرجو أن تكونوا قد تذكرتموها جيدا فهي حلقه لا تنسى .........بالنسبه لي على الأقل !
و هذا لا يرجع إلى المعنى الذي تتحدث عنه ...........فالمعنى قديم ومعروف و أعرفه منذ زمن
و لا يرجع إلى جمال الأسلوب .......................فهكذا أسلوب أ/ عمرو خالد جميل دائما
و لكن يرجع إلى ما سأرويه الآن ...........
بعد إنتهاء حضور المحاضرت في القصر العيني جاء أوان العوده ، و غالبا ما أعود من خلال إستخدام المشى قليلا إلى مترو الأنفاق ثم إستخدام مترو الأنفاق ثم إستخدام ميكروباص للوصول إلى الموقف الرسمي ، تستغرق هذه العمليه ساعه إلا ربع في الغالب
لكن في هذا اليوم قررت إستخدام طريق أخر ، ميكروباص إلى ميدان الجيزه و من الميدان أركب مباشره إلى بيتي الحبيب
ركبت الميكروباص..............
و أصداء حلقه الإيجابيه تتردد في وجداني ، كنت في هذا الوقت لم أقم إلا بعمل إيجابي واحد و كنت ابحث عن أعمال إيجابيه أخرب فلا أجد !!
ركبت الميكروباص ..............
السائق يجلس و بجانبه فتاتين يبدو عليهما أنهما من المرحله الثانويه و صوت الأغاني يعلو بجانبه ليس بالعالي الذي يستفز الركاب و ليس بالمنخفض الذي يدعك و شأنك !!
و أركب انا في الكرسي الذي خلف السائق ناحيه الباب .........و كنت أخر الركاب لكي تمتلئ العربه و تنطلق في طريقها
أول ما دخلت قلت لا يجب السكوت على و ضع هذا السائق من أدراني أن هؤلاء البنات من أقاربه كما أن الأغاني أغاني سوقيه ............لكن صوت الحكمه إستولى على _ أو هكذا ظننت انا _ و قلت : أنت شخص غريب في هذه المدينه ، و ربما أصبح هذا من المنكر المنتشر الذي يصعب تغييره لأن الناس لا تعتقد انه منكر ..........و تذكرت القاعده التي تتحدث عن عموم البلوى فألتزمت الصمت !!
لثواني معددوده ..........!!
لم يكد السائق يتحرك حتى زاد من سرعته بطريقه شديده في و سط الشارع المزدحم بالسيارات _ طبعا بغرض إظهار أنه رجل أمام البنات الجالسين بجانبه _ و في و قت الذروة التانيه ظهرا و الشارع ممتلئ بالسيارات فماذا كانت النتيجه ........؟؟

أحتكاك بسيط مع سياره أخرى .......
لكن معظم النار من مستظعر الشرر .........
كرامته و رجولته دفعته لأن يحاول اللحاق بهذا السائق لكي يأخذ بحقه منه ( طبعا كل هذا بتأثير الأثنين الجالسين بجانبه )

بسرعه شديده .........
و في شارع شديد الزحام
و في وقت الذروه
و الطلاب خارجون من القصر العيني
إصطدم السائق بطالبه من القصر العيني .........ليس هذا و فقط و لكن الطالبه كانت ترتدى زيا إسلاميا أحلم أنا أن يرتديه كل النساء مثلها ....................إي أن الطالبه كان يبدو عليها أثار الإلتزام
و هذا زاد الطين بله !!

حادثه بسبب خطأ السائق ...........و في طالبه ملتزمه ............يجب أن أتحرك
و رغم أن الحادث لم يخلف أي إصابات ..........و لكنه صدمها بقوه
إين الإيجابيه ؟؟؟؟
بينما كنت أفكر في هذا هب شخص من خلفي ليخرج من العربه ليساعد هذه الفتاه و لكن السائق لم يتوقف كثيرا ............فتحرك بعد أن نزل ليطمئن على الطالبه ثم عاد في اقل من عشرين ثانيه
لم أكن أتخذت بعد و قتها القرار بالكلام أو القيام بأي عمل إيجابي

و بينما أنا أفكر كانت السياره تتحرك مره أخرى ..........لأكون قد خسرت أول جوله
هكذا كنت أفكر ...........و زاد الشعور بالذنب في داخلي
ومنظر حجاب الفتاه ينادينني ..............إين الشهامه ؟؟ أين المرؤه ؟؟؟
و صل السائق إلى نهايه الكوبري بسرعه غريبه محاولا البعد عن مكان الحادث بكل سرعه ، و توقف بسبب الإشاره .............و فجأه

شاب صغير يخرج من أحد السيارات الخاصه التي بجانبنا ليبلغ الشرطي الواقف أن هذا السائق قد صدم طالبه و فر من مكان الحادث !!!!!
منتهى الإيجابيه
ما شاء الله
و هذا الشاب معيد في القصر العيني ( طب أسنان )
ما كل هذه الإيجابيه ............لقد ركب سيارتها مخصوص لكي يلحق بنا و يبلغ عن السائق
السائق أنكر .............ثم جاء أمين الشرطه ليسئل الفتاتين هل صدم هذا السائق أحد ؟؟
قالوا للحرامي إحلف .............قال جاءك الفرج
طبعا أجابوا بالنفي ........

أما أنا ...........
فكنت أشير إلى الشرطي بأنه قد صدمها و صوت ضعيف يخرج مني لآ أستطيع أنا سماعه فكيف بالشرطي ؟؟؟

فتحت الإشاره ..........
و تحرك السائق دون إن يتم إثبات شئ عليه
انا أعلم الشعور بالإحتقار الذي يملئ قلوبكم ناحيتى في هذه اللحظه
لكن هذا الشعور كان لدي أنا أيضا
فقد فشلت في الجوله الثانيه
و في أقل من دقيقه
أنا شخص في منتهى السلبيه
( أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم ....................)

لو سمحت نزلني هنا
هكذا إرتفع صوتي لأول مره مطالبا بالنزول ............كنت قد إتخذت قراري
العوده للإبلاغ عن هذا السائق ثم أن أكمل الطريق ماشيا عقابا لي على ما فعلت

عدت من أمام باب الجامعه الرئيسي إلى بدايه الكوبري لأبلغ عن السائق و اثبت أنه قد صدم الفتاه
و أكملت طريقي ماشيا
أشعر بحنق شديد
و خيبه أمـــل
لقد رسبت في الإمتحان !!
و صلت إلى ميدان الجيزه بعد ما يقرب من نصف ساعه
ركبت السياره المتجه إلى محافظتنا
تحركت السياره
و بسرعه شديده أيضا
بعد فتره ............طالب أحد الركاب ( و الذي يبدو عليه أنه فلاح بسيط )أن يبطأ السائق من سرعته
لم يستجب السائق
طالب الراكب مره اخرى
لم يستجب السائق
و أنا أؤيد الراكب في مطلبه لكني لم أرفع صوتي بالتأيد ..........ظل هذا التأييد في داخلي و لم اصرح به فأنا كنت حزينا على حالي و لم أخذ في بالي أن هذه ربما تكون هي فرصه التحسين الأخيرة!!
و فجأه
بووووووووووم






إطار العربه ينفجر و تميل العربه يمنه و يسره
كدت أن أفقد حياتي بسبب السلبيه
و خسرت الجوله الثالثه ..................و بجداره
الراكب الذي كان معي في السيارة كان إيجابي
معيد كليه طب الأسنان كان إيجابي
الفلاح البسيط الذي كان معي في السياره كان إيجابي

و كنت أنا الخاسر الوحيد في معركه رابحه


هناك تعليق واحد:

ياسر مدني ...دينامو الإخوان يقول...

أدعوك كما أدعو جميع الزوار..(الدعوه عامه)للمشاركه في فوازير رمضان
وأدامكم الفرصه تجاوبوا علي الأسئله اللي فاتت ..لإن كل سؤال بيتحط عشر أيام
والفزوره عباره عن خلق وصحابي
وجزاكم الله خيرا