الأحد، سبتمبر ٢٣، ٢٠٠٧

رسالة من هشام وعبد الرحمن من محبسهما


من داخل نعمة أنعم الله بها علي و على زميلي، و أنعمها من قبل على قدوة الشباب أمام فتن الحياة، و أجمل خير البشر يوسف عليه السلام , فدخل عبدا و خرج وزيرا , ومن قبل ومن بعد كان لله داعيا، فنحن دخلنا أسوار تلك الزنزانة و نحن طلاب و نخرج و لانعرف أين سنكون , و لكن كل ما يملأ قلوبنا يقين أن الله قد قدر لنا كل خير , و نحن إن شاء الله من قبل هذا البلاء و من بعده إلى الله دعاة.
أما بعد
فإنا قد عشنا ثلاثة أيام فيها من العلم و الخبرة و اليقين من بعض الأشياء ما هو جم و كثير، فقد رأينا بأعيننا قاتلا قَتَل ليقتص من قاتل أخيه , و كم كان يتمنى أن لو كان ولاة الأمر قد اقتصوا له من قاتل أخيه حتى تسكن نفس أهله , ولا يقدم على تلك الفعلة.
و آخر سجن ظلما و زورا بشاهدي زور تجردا من معاني الصدق و الإخلاص، فسكن بين أربع حوائط يتعجب من تلك النفوس التي فقدت خوفها من الله و اشترت حطام الدنيا بآخرتها.
وأعجب ما يكون في ساحة العدل و الحفاظ على الدستور و تطبيق القانون مكان يخرق فيه القانون، فنرى متهما و قد أخذ يتعاطى الحقن المخدرة و سجائر البانجو في ساحة المحكمة قبل عرضنا على النيابة.
أما عندما دخلت لأول مرة إلى الزنزانة وجدت نظام الغابة، حيث توجد مجموعة من أخطر المجرمين و قد أصبحوا هم المتحكمين في تلك الزنزانة ، فيأخذون كل ما مع السجين من أموال ، بل قد يتعدى الأمر إلى أخذ الملابس و ابتزاز الأهل، و لكننا بفضل الله و توفيقه استطعنا أن نسيطر عليهم فنمتلك أمرنا و نحفظ مالنا و يكون الله هو الوحيد الآمر لنا.
في النهاية هذه بعض خواطر مرت بنا فى تلك الأيام القليلة و الساعات التي أصبحنا فيها لله مفرغين ، و عن هموم الدنيا و مشاغلها معزولين ، فرزقنا الله طمأنينة في القلب ، و سعادة في الفؤاد ، وصحة في البدن ، وصحبة معينة ، وعونا من جميع المحيطين بنا، ودعاء من جميع العارفين لنا ، و يقينا داخليا أن صلاح تلك البلاد و هؤلاء العباد بتطبيق الشريعة الغائبة الحاضرة، الحاضرة جزئيا و الموجودة فعليا في بعض أحكام الدستور و القانون و الغائبة في مساحة كبيرة من المجتمع.
لكم أرق دعواتنا بالتوفيق و الهداية و السداد.
9 رمضان 1428
21 سبتمبر 2007



هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

أخى هشام وأخى عبدالرحمن ثبتكم الله
ولا تظنوا أنكم أسرى بل أنتم الأحرار

وفقكم اله

وأدعو الله أن يرينا فى المجرم مروان احمد مازن آيه


اخوكم محمد خيري

مُصْعَب إِبْرَاهِيم يقول...

هيخرج بإذن الله سالما غانما