الأحد، أكتوبر ٢٨، ٢٠٠٧

عن "الهمجية في أزهى صورها "



















مايحدث الآن في الجامعات المصرية يثبت أن مصر قد دخلت في عصر البلطجه السياسيه بإمتياز ، وان شعار "البلطجه هى الحل " هو أنسب شعار للمرحله . و ان أفضل تعليق على ما يدور الآن هو " إللى إختشوا ماتوا " ، و البرهان على هذا الكلام هو حديثنا هذه المرة .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
في
كلية التربية بالفيوم حدث موقف ينتمى إلى عصور الهمجية و الإنحطاط بإمتياز ، لدى قناعه انه لو حكى لأحد المقيمين خلف البحر المتوسط أو المحيط الأطلسى ماحدث فإنه سيعتبر هذا الكلام من نوعيه " النكات السمجة " التى تحاول السخرية من الماضى عبر إستدعائه للحاضر . !
الموقف بدأ يوم الثلاثاء الماضى 23/10 عندما كان هناك طالب يخرج من كلية التربية إلى خارجها بدون أن يكون في رأسه أى مشاريع " تخريبية " من وجهه النظر الحكومية ، فهو لم يكن يفكر في مسيرة أو وقفه إحتجاجية او في إقامة يوم إسلامى او في إلقاء كلمه في المدرج أو في توزيع جدول محاضرات و لا حتى في توزيع ورود للمحبه على الطلبه و لم يكن في حوزته "كرافتات حمراء" كتلك التى تم مصادرتها في إحراز طلبة الهندسه الذين مازالوا معتقلين حتى الآن !
إذا هو في هذا اليوم _وقبله بأيام _ كان مواطنا مطيعا بإمتياز ، لم يكن يثير الشغب و لا يحرض الناس على الكراهية ، لم يكن في هذا اليوم يتحدث عن صحه الرئيس ولا عن إعتصام عمال غزل المحله أو العاملين في الضرائب العقاريه ، لم يكن في هذا اليوم _ولا قبله بأيام _ يتحدث عن الأحوال في فلسطين او في العراق ، إذا هو في هذا اليوم لم يكن يخطط للحديث في أمور "كبيرة " ممكن توديه "وراء الشمس " .
كل ماقام به هذا الطالب _مثله مثل أى طالب أخر _ أن قام بالخروج من كليته إلى خارجها عبر الباب الرئيسى ، عمل طبيعى لا ينتمى لنوعيه أعمال التحريض أو التى تثير الشغب و الكراهيه بين طبقات المجتمع ، لكنه بعد أن خطى اولى خطواته خارج باب كلية التربية ليكون خارج الحرم الجامعى فوجئ ب15 شخص من ذوات "الأجسام العريضة و الطويله " تلتف عليه من أجل القبض عليه ، أدار جسمه بسرعه من أجل أن يعود إلى داخل كلية التربية من نفس الباب الذى خرج منه فوجد المخبر الذى يقف على الباب يقوم سريعا بإغلاق الباب حتى لا يمر إلى داخل الكليه ، وهكذا وجد نفسه في مواجهه مباشرة مع 15 رجلا كلهم قاموا في نفس الوقت بضرب الطالب بأيديهم و أرجلهم . و بعد فترة جاء مروان مازن _ضابط أمن الدوله و مسؤل ملف التعليم _ليقوم شخصيا بالمشاركه في ضرب الطالب بنفسه !!
ظل الضرب مستمرا حتى وقع الطالب مغشيا عليه من الضرب !
ولا حول ولا قوه إلا بالله .
هذا الحدث_صدق اولا تصدق _ حدث بالفعل أمام باب كلية التربية بمحافظة الفيوم و ليس داخل أحد مقرات التعذيب ، أسف .........مقرات أمن الدوله سابقا مقرات التعذيب حاليا . !!؟
ليس هذا فقط بل إن أحد الطلبه حاول أن يفر بجلده من هذه المذبحة الرهيبة ، حاول ان ينجو ، حاول أن يجد سبيلا حتى لا يتعرض لمثل ما تعرض له الطال بالذى حكينا قصته الآن ، بالمختصر ..........حاول أن ينجو .
لكن هذا لم يحدث .!
لأن المخبرين قاموا بإمساك قدمة فسقط على الأرض ،ثم قاموا بعد ذلك بسحبة من قدمية إلى السيارة إلى سوف يحتجز بها ، مع وحود فاصل من الصفعات و الركلات الموجهه إليه .
إذا أردنا توصيف هذا المشهد فإننا يمكن أن نقول _ونحن مرتاحى الضمير _ أن الطالب تم "
سحله " بإمتياز !
الآن إذ عدنا إلى هؤلاء القانطين خلف البحار و المحيطات ، إلى الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان و إحترام البشر سنجد لديهم أن من أسوأ و سائل التعذيب التى إستخدمت على مر التاريخ و التى تم تسجيلها بانها تمثل أشد أنواع الإنحطاط البشرى كانت عندما كان ياتى بالعبيد في عصر الدوله الرومانيه بروما و يقتادو إلى ساحة كبيرة محاطة بالجماهير من جميع الإتجاهات التى يفصل بينها وبين العبيد سياج كبير يحول تماما بينهم و بين العبد ثم يفتح باب يخرج منه مجموعه من السود التى لم تأكل من فترة لتهجم على العبيد وسط تصفيق من الحاضرين و هتافات.
فهل تجد شبها بين ماكان يحدث بروما قبل الميلاد و بين ماحدث بتربية الفيوم ؟
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الوضع في
هندسه الفيوم كان مختلفا قليلا !
فهندسة الفيوم قدمت أربعه من أبنائها للإعتقال خرج أحدهم و يتبقى الثلاثه الباقيين ، و رغم ذلك فإن الضغوط لا تزال مستمرة و الطريقة الهمجية تسير بإطراد ودون توقف .
بدأت بان منع الأمن الطالب الوحيد من كلية هندسة الذى أفرج عنه من الذهاب إلى أى مكان أخر في الكلية غير المبنى المخصص لمحاضراته . حتى لو كان ذاهبا من اجل دفع المصاريف !
وفي نفس اليوم الذى أعتقل فيه طلبة التربية بهذه الطريقه الهمجية قام الضابط شريف الديان بمطاردة طالبين من كلية الهندسة امام كلية سياحة و فنادق من أجل إلقاء القبض عليهم .
نعم .
ماقراته صحيح تماما
لا داعى للتعجب
الضابط قام بالجرى وراء الطلاب من أجل إعتقالهم من داخل الحرم الجامعى .

بالنسبة للطالبات الأمور أرحم قليلا لأنها لم تصل بعد إلى حد الإعتقالات !
لأن كل موهو أدنى من افعتقال تم إستخدامه حتى الآن !؟
فالطالبات يتعرضن إلى تفتيش دائم على الأبواب كل يوم ، يصل إلى حد التفتيش الذاتى .
مخبر بدرجة دبلوم يقف لكى يقوم بتفتيش طالبه في كلية الهندسة او التربية حاصل على أكثر من 90% في الثانوية العامة ، يقف لها الكبير و الصغير في الحى الذى تسكن فيه إحتراما لها وتقديرا لمكانتها لكنها لا تستطيع إلا ان تقف هى _و بأحترام_ أمام مخبر امن الدوله خوفا لتعرضها لما لا يحمد عقباه . خاصة بعد أن تم عمل إستدعاءات لأمن الدوله للطالبات لمقرات أمن الدوله .
:::::::::::::::::::::::::::::::
قراءة مايحدث في جامعه الفيوم ، و في باقى جامعات الجمهورية من عين شمس إلى إلى القاهرة و من الإسكندرية إلى جامعه الوادى الجديد يفرض علينا أن نعيد قراءه المشهد و محاوله فهم مايجرى فى الجامعات الآن .
هل أتخذ قرار بتحويل الجامعه إلى ثكنه لضباط أمن الدوله ؟
لماذا يسكت الساتذه الأفاضل أبائنا و معلمينا عما يدور داخل الجامعه ؟
وهل هم في درايه عما يدور داخلها ؟
لو ثبت أنه ليس لديهم معلومات عمايدور داخل جامعتهم فهذه مصيبة .
و إن ثبت أنهم على درايه بكل مايدور و رغم ذلك لم يتحركوا فتلك مصيبة أكبر .
عمداء الكليات وهم منوط بهم رعايه مصالح الطلبه ، هل ترى أن مايدور داخل الجامعه الآن هو شئ صحى يجب تشجيعه ؟!!
أم أن إعتقال الطلبة من امام باب الجامعه و سحلهم ليس بالشئ الكبير ؟!
الطلبة ...........
ما موقفهم فيما يدور حولهم .
هل أصبح شعار "الجبن سيد الأخلاق " هو المسيطر على الطلبة الآن .
"و الجرى في الخناقات نصف الجدعنه ، و النصف التناى إن محدش يلحقك "
"وعيش ندل تموت مستور "
هل هذه هى شعارات المرحله التى يتبناها الطلبه ؟
هل تعتقد الحكومه أن إعتقال الطبه من امام باب الجامعه او سحلهم او إعتقالهم سوف يؤدى إلى تخريج جيل صالح من المواطنيين ؟؟!
هذه أسئله بلا إجابات
و تحتاج إلى إجابه حقيقية وواقعيه .

.

هناك ٧ تعليقات:

محمد الشريف يقول...

تسلم يا مستكشف باشا

بلوج جامد وفى السليم

بس يبقى ركز فى دقة الأحداث

شباب تربية اتخطفوا وهم داخلين من الباب

بمجرد وصولهم إلى أمام كلية التربية : خرج عليهم ما يقرب من 30 مخبر , وعسكرى , وضربوهم وخطفوهم

حفظك الله ورعاك

ابو العربى يقول...

وصفك دقيق وعنوان الموضوع جامد وربنا ينتقم منهم
بس لابد ان لا نفقد الامل
الهم فك اسر رجال مصر

تحياتى

غير معرف يقول...

بصراحة أسلوبك الأدبي رائع في إختيار الكلمات و وصف الأحداث , أتمنى لك مزيد من التقدم

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

رائع كعادتك في النقل
أحييك
و ستظل مصر بطلابها و إخوانها و شبابها عصية على الظلم و الطغيان
لك تحية
و لأهلنا في جامعة الفيوم ألف سلام

غير معرف يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل بس الشباب هيصمدوا والحمد لله خرجوا 3 من هندسة بعد 40 يوم من اعتقالهم وربنا ييسر للباقيين ويكونوا فى بيوتهم قريب مهما يعمل مروان وغيره برضه ربنا مش هيسيبهم

المستكشف/احمد محسن يقول...

"محمد الشريف " .....وصف الأحداث منقول من فم من حضر الواقع مباشرة .
ومن أكثر من مصدر .
وفعلا فيه شباب كان داخل و فيه واحد كان طالع و ده إللى انا ركزت عليه

"ضد الظلم" .........إن شاء الله مش هنفقد الأمل أبدا
وطالما فيه شباب عنده قلب ينبض مثل الطلبة إللى إعتقلت فأكيد مصر هتضل فيها الخير .
"السعودى " .......جزاكم الله خيرا على هذا المديح
"عبدالرحمن عياش ".....سلامك و صل لأهل الفيوم ، و شكرا على المرور
"الحشرى " ........إن شاء الله ربنا هيفك أسر كل الطلبه إلى إعتقلوا .

غير معرف يقول...

بارك الله لك فيها واعانك واخوانك على الحق باذن الله فهو الموفق لما انت فية الان ولما كتبت لك
والسلام عليكم
زكريا