الاثنين، مايو ١٧، ٢٠١٠

who am i ?


 

أنا انتمى لعده دوائر و ليست دائرة واحده بالتأكيد !

فانا انتمى إلى اسرتى الصغيرة التي نشأت فيها و كبرت و التي جاهدت خلال تاريخها لأن تظل أسرة ميسورة الحال ، لا تؤثر فيها تغيرات الحياة تأثيرا كبيرا و أن تظل رغم ذلك محافظة على شخصيتها ودون أن تتنازل عن مبادئها تحت ظروف الحياة وظلت إلى فتره طويلة تتابع الشأن العام باهتمام ثم تحاول أن تشارك في تغييره إلى الأفضل ...لكنها في كل مرة كانت تصاب بخيبة أمل كبيرة !، و انتمى إلى عائلتي الكبيرة التي لها انتسب و بها افخر و التي احمل فوق كتفي تاريخها بدون ارادتى ، و انتمى إلى دائرة الحي الذي اسكن فيه في مركز قروي، لكن رغم ذلك يعيش بين إرجاء هذا الحي الذي أعيش فيه  الطبيب و المهندس و المدرس و العامل و التاجر، ليمثل شريحة  من الطبقة الوسطى التي جاهدت من خلال التعليم و التدريب للارتقاء بنفسها و بأولادها . و انتمى إلى المجال الطبي بما يحمله من هموم و مصاعب و تحديات ....وضغوط عمل شديدة ، قد تدفعك فيها الظروف إلى اتخاذ إجراءات غير سليمة ، أو غير كافيه من أجل المريض ، و ذلك لأن الظروف غير متاحة أو لآن النظام البيروقراطي يعوقك أو لانتشار الفساد في المكان الذي تعمل فيه .....لتنام ليلا و أنت حزين من نفسك و على مرضاك .

وانتمى إلى عالم عربي و اسلامى كبير يعيش مشكلات في التنمية و النمو، لأسباب داخلية ( من عدم وجود كفاءات و غياب التفكير العلمي و العمل الجماعي و عدم توافر إرادة حقيقية لنمو حقيقي )  أو بسبب أسباب خارجية ( من عدم وجود إطار دولي يشجع الدول النامية على النهوض و يقدم لها حلول حقيقة لمشاكلها بدلا من أن يكون هو الصانع لهذه المشاكل التي تعوق نموه ) .عالم عربي واسلامى ينظر إلى الخلف أكثر من نظرة إلى الأمام ، و يتحدث عن الماضي بفخر أكثر بكثير من  العمل من أجل تغير واقعه المخزى ، يفتخر بتاريخه و لا يخجل من حاضره ،عالم فيه مليار و نصف مسلم ( و هي ثروة  بشرية كبيرة ) و فيه كل الموارد الطبيعية المتاحة على وجه الأرض ، و لدية المال الكثير ، ورغم ذلك فإنه للعجب: أفقر شعوب الأرض !!.

ورضى بدور الساخط على الغرب الكافر المنحل ، دون أن يحاول محاوله جادة لتقديم الشرق المؤمن الحضاري .

يربطه ببعض التاريخ و الجغرافيا و الثقافة و الدين لكنه رغم ذلك في محاولات دائمة للانفصال و التفكك ،رغم أن العالم كله في طريقه  إلى الإتحاد .

وانتمى إلى عالم كبير ، أثرت فيه سحابة بركانه في ايسلندا على حياه زملائي الأطباء في مستشفى العجوزة رغما عنهم و رغما عنى ، و أثرت فيه الأزمة الاقتصادية العالمية على سعر ورق الطباعة لدينا في مصر فأثر ذلك على ميزانيتي لطباعه الكتب !! وهو عالم يجمعنا فيه مصير مشترك و عمل مشترك رغما عنا جميعا ، فدخان المصانع في أوربا و أمريكا التي تدر عليهم الدخل و المال هي التي تسبب الاحتباس الحراري لكل دول العالم و تجعل الفقراء تحت الشمس الحارقة طول النهار ، و بدون اى وسيله تعينهم على هذا الارتفاع المخيف في درجة الحرارة ، هذا العالم الذي يتحمل فيه فقراء العالم كله الأضرار الناتجه عن الاحتباس الحراري من اجل مال و رفاهية العالم المتقدم !!

لكنى أجدني في نهاية الأمر :انتمى إلى مصر

التي فيها اسرتى الصغيرة و عائلتي الكبيرة و ظروف عملي و التي هي جزء من العالم العربي و الإسلامي ، تتأثر به و تؤثر فيه .

فهي التي تجمع كل هذه الدوائر .

وإذا صلح حالها صلحت( بالضرورة و كنتيجة) باقى هذه الدوائر .

لكنى حزين على دورها وتفاعلها مع ما يحيط بها .

وكلما قرأت عن تجارب أخرى في التنمية ( كتجربة ماليزيا – و تجربة تركيا _ أو حتى الدول النفطية الصغير مثل دبي و قطر ) أجدني حزين على مكانتها ووضعها ، و أنها تفقد الكثير من " قوتها الناعمة " بسبب مباريات الكرة !

فهل أنا متعدد الانتماء أم إنه انتماء واحد في صور مختلفة ؟